الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

عودةُ تائبٍ في ليلةِ العيدِ........ شعر / حمودة سعيد محمود.......صفوة الكُتَّاب العرب

كلُّ الخلائقِ تحتمي بحماك
من ذا سيغفرُ يا إلهي سواك؟
هذا الفقيرُ وقد أتاكَ بتوبةٍ
فارأفْ بعبدٍ ما لهُ إلاك
قد راحَ يقترفُ الذنوبَ مباهيًا
ما ظنَّ يومًا أنَّه يلقاك
لو كانَ يعلمُ أنَّ فضلَكَ واسعٌ
*** ما راحَ بتًّا يجتنى الأشواك
باللهِ قلْ لي يا إلهي ما الذي ؟
جعلَ القلوبَ جميعَها تهواك
هل كانَ يمرحُ في الخطيئةِ حتَّما ؟
أعمى الفؤادَ بغيِّهِ فعصاك
ما انفكَ يلهو بالذنوبِ كغيرِهِ
حتَّى أتاهُ الآتي من منفاك
فإذا بعبدِكَ للصلاةِ إمامها
*** رحماكَ يا – ربَّ الورى – رحماك
يا ربِّ هذا قدْ أتاكَ وها أنا
أزدادُ شوقًا لا أريدُ هلاك
أنا دائمُ العثراتِ حاشا أنَّني
أبكى عليها راجيًا يمناك
لو كنتُ أعلمُ ما الجنانُ ؟ وما بها ؟
ما حادَ مثلى عن ضياءِ هداكا
لكنَّ إبليسَ اللعينَ هوى بنا
حتى أضلَّ بخبْثِهِ النسَّاك
جعلَ الذنوبَ حدائقَ وكأنَّهُ|
في وسعِهِ أن يطفئَ الأفلاك
يا ربِّ قلْ لي ما صنيعي عندما ؟
*** أبقى بعيدًا عن جمالِ حماك
باللهِ قلْ لي يا إلهي من أنا ؟
حتى تنالَ خطيئتي مرعاك
إنِّي الضعيفُ وقد طلبتُ هدايةً
من فيضِ نورٍ مخَّضتْهُ يداك
كلُّ العبادِ بقضِّهم وقضيضِهم
يستنسخونَ العفوَ من مجراك
يا ربِّ إنْ لمْ تستجبْ لهدايتى
من ذا سيهدينى إلى مرماك ؟
يا ربِّ فاصفحْ هفوتي وخطيئتي
إن الرضا هو أنْ أنالَ رضاك
يا ربِّ واغفرْ فالعيونُ كما ترى
دمعتْ لكيما تحتمي بحماك