السبت، 8 يوليو 2017

التّنقيب عن الحبّ...... لــــــ الشّاعر: عبد العالي لقدوعي / الجزائر...........صفوة الكُتَّاب العرب ·

أرخي خمارك يا سعادُ،أو ارفعي * عهدُ المحبّة والصّفا لمْ يرجع
عهدُ المحبّة منذُ قيسٍ دارسٌ * مُتذكّرٌ عزفَ الرّياح الأربع
أين ابنُ معمر؟،هل فتًى ككُثيّر؟ * يدري عذابَ الحبّ،ليس بمُدّعي؟
هل فيكمُ العبّاسُ في إخلاصه * لم يرض إلّا فوزه في المجمع؟
كانُوا كزوجٍ من حمام،غرّدا * طربا،وطارا للمحلّ الأرفع
واليوم شاخ الحبّ،دُكّ أساسُه * ومعينُه كدِرٌ كما مُستنقع
أسمعتَ عن ذئبٍ تعشّق نعجة؟! * أرأيتَ ثُعبانا يهيمُ بضفدع؟!
الذّئب يعشق لحمها ودماءها * والصّل حنّ إلى الطّريّ المُشبع
والأصفرُ الرّنان يلعبُ بالحِجى * حتّى القليل،كخاتم في الأصبع
ريحُ النّفاق تكادُ تزكم مِنخري * وعويلُ أخلاقٍ يرنّ بمِسمعي
إيهٍ سعادُ،مضى الأُلى وزمانُهم * زمنُ الطّهارة والحديث المُمتع
بكت الأثافي،والمنازلُ أقفرت * وحديثُها يُنبيك عنهُ الأصمعي
والحبّ في زمني يموتُ بحسرة * والشّعرُ شيّعه بدمعٍ طيّع
مات الشّعور،تبلّد الإحساسُ في * قلبٍ أحبّ المال،للفحشا دُعي
ورمى الهوانُ بنُونه،صار الهوى * فهوى الهوى بعد الخراب البلقع
هل في زماني من يقولُ: أحبّها * أم من يقولُ:أريدُها،في مخدعي؟
هل في زماني من يقولُ:أنا لها * ام:أنتِ لي،كعطِيّة للرّتّع؟
يا من تُفتّش عن شبيه محمّد * وشبيه حفصة في الفضائل،أقلع
فتّشتُ قبلك في المدائن والقُرى * ووصلتُ حتّى إلى الصّغار الرّضّع
وكما تراني،ها رجعتُ بمُفردي * أمشي،ولا يمشي سوى ظلّي معي
تنبيه:في البيت السّادس (كما مُستنقع)،الكاف للتّشبيه،وما هي ماء.حذفت الهمزة للتّسهيل،ولضرورة الوزن،والأصل فيها: ومعينه كدرٌ كماءِ مُستنقع (فليس ثمّة إقواء).‏