الخميس، 29 ديسمبر 2016

قصقوصة من فصة " رابحة ".... لــــ القديرة / مديحة محمد.......صفوة الكُتَّاب العرب

قذف الصغير من بين زراعي "تمام" ووقف شامخاً بينهما وكأنه ابن ناضج يدرك ما يدور من حوله , ليس بالطفل الذي لم يتعدي الخامسة من عُمره ..ودار بنظره إليهما نظره صارمة يحتج على ما دار من حديث بين أبيه و" رابحه" وقال بصوت ثاقب
- الله .. الله يا عم "تمام" إنها ليست بمصيبة ؟
- بل هي المصيبة بعينها أن تقف تتحدث مع امرأة مطلقة وجميلة .. وذات عينان ساحرتان كما تقول يا "تمام" ؟
- أين أنتِ يا "صبيحة" لتري ماذا يحدث من وراءك ؟
تحشرج صوت "تمام" وكاد الكلام لا يصل إلى الحلقوم ,باغته تهديد الصغير له بأن سيُخبر والدته بما يحدث وقف "تمام" متصلب الأطراف ,ومهزوز العزيمة .
أرسلت "رابحه" ابتسامه ساخرة وقالت : الم أقل لك إنه طفل يتصف بالذكاء المبكر ؟
ارتسمت علامات التعجب على وجه "تمام" : أنا لم اصدق ما سمعت من ذلك المفعوص أنه بهذا الدهاء ؟!
- يا ليته غبياً كالتي أنجبته .