الخميس، 22 ديسمبر 2016

لنْ ُيفرِّقَنا احَد..... .من رواية للكاتبة اللبنانية عناية اخضر ........صفوة الكُتَّاب العرب

قرأتُكَ الفَ مرّة ..
بلْ الف الف مرَّة ..
الى أن ينتهي العدد ..
كنتَ تَجرُبتي الأولَى ..
حِكايتي الأوْلى ..
رِوايتي الأولى ..
وكنتَ لي الأقرَب وعنّي الأبعَد !!
كتبتُكَ بِحرف ٍ جديدٍ لمْ
يُستعمَل بَعد ..
بمِشاعِر لمْ اجرّبها بعد ..
بقلبٍ لمْ يَدخلهُ احدٌ بعد..
وبدِقَّةٍ مُتناهية دوَّنتُ ملامِحَك ، نظرَتَك ، نبرتَك ، همسَتك ، بسمتَك ، واعذُرني لو قلتُ جنونَك
فأنتَ مَجنوني حقّاً ..
مَجنوني الأوْحَد ..
كتبتُ جَميع تَفاصِيلِك حتىّ افعالَك اقوالَك ، حركاتَك ، وداعَك ، وداعتَك وعودتَك .. وكتبتُ غضبَك ، بسمَةَ شَفتَيك عِندَ زَلَّتي وظُهورَ لَهفتي لِحضورِك .. وكنتَ كالطِّفل في حبّي وحينَ تَثور اخافُكَ كَما لو انّكَ الأسَد
قرأتُك الفَ الفَ الفَ مرَّة
الى انْ ينَتهي الَعدَد ..!!
اوثقتُ في رِوايتي حَركَاتكَ وعقدَة َحاجِبيك عِندَ غضبِك ورمشةَ عينيك ولحظك وغمضة نُعَاسِكَ وانتَ تُعانِد النّوم وانا معَك ..وكنتُ لأجلِك أقصُدُ المعبَد ..
كافرٌ كُنت .. مُلحِدٌ انت ..أو مُرتَدّ
لم افكر في انتمائِك أو في عقيدَتِك بل اكتفيتُ بأنْ تكونَ أنت ..
وكنّا كُلّما تَصالَحنا نتَخاصَم ونَفترِق ويتكرر المَشْهَد ..
عنيدٌ انت وعِناٌد انا.. وتلكَ الرِّوايةُ تَشْهَد ..
تُزعِلُني فَاراضيك.. وازعِلُكَ فتُرضيني.. كما الأطفال ^ ^ وكنتَ تَفهم المَقْصَد ..
فإنَّ البُعد يقتلُكَ ويُضنيني ويبقى الوَعد الى الأَبد
- لنْ ُيفرِّقَنا احَد -