الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

نهاية الليل........... قصة لــــــــــــ القدير / نور غزال ..........صفوة الكُتَّاب العرب ·

لم يكن البرطيطي يملك في بداية حياته الزوجية غير بقرة واحدة و حمارة....
دات مساء أطلق بقرته في حقل الهاشمي المزروع بالدرة فتناولت عشب الدخنة الطفيلي القاتل..و لما عاد بعد الغروب شعر البرطيطي أن بقرته واهنة و أنها ستموت ليلا بدون شك فاستعد للاسوأ ..
تناول ساطورا و اتكأ على سياج البيت يرقب حركة البقرة و يحتسي غليونه جرعة وراء جرعة الى أن غلب علبه النوم فراح في سبات عميق.....و ما استيقظ الا مع طلوع الفجر عندما سمع حركة فهم منها أن البقرة في حالة احتضار..فأسرع بساطوره و أحكم شد عنقها و مرر الساطور بسرعة على نحرها و عاد ليواصل نومه في انتظار الصباح حيث كان ينوي سلخها و و توزيع لحمها على أهالي الدوار مقابل ثمن رمزي تضامنا معه في هده الرزية القاسية ....
و مع بزوغ شمس الصباح استيقظ البرطيطي و توجه مباشرة لتفقد البقرة فتفاجأ بوجود البقرة ميتتة و بالحمارة مدبوحة....فقد دبح الحمارة حين كانت تتقلب في مربطها اعتقادا منه انها كانت هي البقرة على وشك الموت....
فشرع يولول الى أن سمعته علالة و هرعت اليه تستفسره عن أسباب هياجه و ولولته ..و عندما أخبرها بالحادثة قالت له:
نعيط بالعداو بش يجيو الجماعة يعاونوك على الدفن دبالم....؟
فقال لها الهاشمي:
و اياك ...خلينا مستورين لدفضحناشي....أجي غير جر معاي الحمارة نمشي ندفنا فالخندق مور الغابة دمولاي بوشتى...
فأمسك البرطيطي بأذني الحمارة و شرع يجرها في فناء البيت بينما علالة تمسك بحافريها الخلفيين ليخرجاها في صمت عن عيون أهل الدوار....لكن الهاشمي لم يفطن الى وجود البئر وسط فناء البيت و الدي كان يتواجد في خط سيره الخلفي فوقع في البئر ...فأسرعت علالة الى حافة البئر و بدأت تنظر اليه و هي لا تكاد تراه في عمقه السحيق...و لكن البرطيطي صاح فيها بأعلى صوته:
ودبا الا بغيت دعيط بالعداو عيط......