الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

الحَجَرُ............ لــــــــــ سيدي علي غوبيد........... صفوة الكُتَّاب العرب

.. وأخيراً صار للحَََجَر لسانٌ ينطق به ولو بالإنابة والتفويض .. كان الحَجَرُ يا سادة يملأ المكان والساحة فما عاد الناس يطيقون النظر إلى فدَّانهم وهو ينوء تحت وطأة الحجر والحصى ويبقون مكتوفي الأيدي ودون تحريك ساكن والفدان من خِيرَةِ الفدادين في المنطقة وكان من الممكن أن يصير منذ قرن مضى إلى جَنة أو فردوس منقطع النظير .. لكن الحجر كان عائقا من محاولة حرثه وإخراج ما في جوفه من خيرات .. فهَلْ يُعابُ من نادى بإعادة هيكلة الفدان و إزاحة ما نغّص وأشقى على الناس حياتهم ..؟ .. لقد كان الحجرُ يجثُم على صدرِ الفدَّان حتى عَيِيَ الأخير ولم يعُدْ يطيق صبراَ فصرخ وانتفض وانشقت أخاديده قبل أن ينتفض صاحبه وربُّه .. فكُناَّ نُذعن للأمر ونسايرُ ونقول عسى أن يخرج من الحجر ماءً يروي ما تحته من تِِرْسٍ تُربة .. لكن الحجر لم يزِدِ الفدان إلا مَحْلاً و جفافاً مما أبخسه حقَّه فأبخسه ثمنَه حتى لو أُلقيَ في المزاد والبيع مما عاد على الرَّبِّ بالجوع و الكربة والخيبة .. لنأمل الخير مستقبلا ، فالطبيعةُ أكرمُ عطاءً وأكثرُ سخاءً و مُسخِّرُها أعظمُ جاهاً وهيْبَة ..