الجمعة، 27 نوفمبر 2015

المَرأةٌ الذهبية ... ح 2............لـــــ الكاتب / سامح محمد حسن حراز....صفوة الكُتَّاب العرب

واشتد الحزن بآمال وشعرت بأن الحمل فوق رأسها مثل الجبال
ما الذى تفعله شابة فى العشرينيات من عمرها
ولديها أبناء وليس لديها موردا للعيش
لكن آمال مؤمنة بالفطره ضمت أولادها قى حضنها
ونزلت للعمل فى دوامة الحياه وبدأت رحلة الكفاح والمشقة
وهى على يقين بأن الله ضمن الرزق ولن تضيع هى وأبنائها
نزلت آمال للبيع فى الأسواق وكانت شخصيتها قوية جدا جدا
وهى على قدر كبير من الجمال
وهذا ما زرع الشوك فى طريقها
فلقد باتت مطمع
لكل من سولت له نفسه بأنها إمرأة ضعيفه ومكسوره
ولكن هيهات ثم هيهات لهم
فلم يعرف التاريخ مثل قوة وصلابة شخصيتها
وكانت تمتاز آمال بقوة بدنيه ممتازه
بل تفوق بعض الرجال فى جلادتها
وفى أول يوم لها بالسوق
وهى متوكلة على الله حاملة حمل الرجال الشداد
وقفت لتبيع وتتاجر حتى تتكسب قوت أبنائها الصغار
حدث أمر عجيب و سىء جدا لم يخطر ببالها ابدا
أتى إليها أحد بلطجية الأسواق وهددها برمى أغراضها
وطردها من السوق إن لم تدفع له الإتاوه
وهنا وقفت آمال مثل الجبل الأشم
وقالت له قسما بالله إن لم تنصرف من أمامى
لجعلتك أضحوكة الناس
واستشاط هذا البلطجى غضبا شديدا
وهم برمى بضاعتها فصفعته آمال صفعة على وجهه
لم يعرف التاريخ مثلها أبدا
لقد سقط البلطجى على الأرض فى وحل السوق
وهو فى صدمة شديده والناس عامهم الصمت الرهيب
الكل فى عجب العجاب ما هذا
منهم من اشتد خوفه على آمال ومنهم من خاف على نفسه
ولكن آمال على الفور تحركت نحوه هذا البلطجى
وخلعت نعلها وأخذت تضرب البلطجى على وجهه
ورأسه وهى تقول هذا مقامك يا جبان
والله إن عدت مرة أخرى لأقتلنك وأمزقك إلى أشلاء
وهنا انتفض بعض الرجال المحترمين فى السوق
وهجموا على هذا البلطجى وأوسعوه ضربا
نعم لقد انتزعت آمال الخوف من قلب الرجال
وكيف لا وهى من حباها الله بنعمه
وزادها بسطة فى الفهم والجسم
وأصبحت آمال من هذه اللحظه حديث الناس
المرأة الذهبيه نعم هى كذلك
وكان رجال عصرها يقولون عنها
والله إنها تعدل مائة رجل
وفى يوم من الأيام كانت آمال تطهى لأبنائها الطعام
وكان أنذاك الوقت لا يوجد غير بابور الجاز
وفجأة إذ بالبور يشتعل وتصاب آمال إصابة شديده
ولكنها المثابره على قوت أبنائها والسعى لكسب الحلال
وعند ذهابها إلى السوق قابلتها امرأة عجوز
فقالت لها ما هذا يا بنيتى فقصت لها الواقعه
فأوصتها المرأة الطيبة بوصفة عجيبه لمعالجت الحروق
قالت لها ضعى شمع العسل مع زيت الزيتون والمستكه
ثم سويهم على النار و أصنعى منهم دهانا
وسوف ترين العجب
وما هى إلا أيام قليله وتعافت آمال تماما
ومرت الأيام وهى على حالها
وأثناء تواجدها المعتاد بالسوق إذ حضر إليها رجل وقور
وكان الناس يحترمونه جدا وله مكانة عاليه
وطلب منها طلب لم تكن تتوقعه من مثل هذا الرجل
ولا فى هذه الظروف وهذا الوقت
ما هو الذى طلبه وما هو الخبر
هذا ما سننتعرف عليه بمشيئة الله وحوله
إن قدر الله لى البقاء واللقاء