الخميس، 26 نوفمبر 2015

فلسفة كونفشيوس وفضائل الإسلام .......... بقلم الشاعرة / سلوى متولي.......صفوة الكُتَّاب العرب ·

الفلسفة ضرب من ضروب الحكمة ليست جميعها ضلال ، بعضها يعلم الإنسان كيف يقلب الحقائق بسوفسطائية فجة ، لكن دائما هناك بعد حسن لا يجب أن نترك الاعتبار به ، بل والتعلم منه، ومن أهم فلاسفة الصين -تلك الحضارة الهامة في تاريح العلم- كونفشيوس ، وجدت له بعض الأبعاد الإيمانية التي تدعو للتفكر في الذات وهو منهج إسلامى ( وفي أنفسهم أفلا يبصرون ) .
..............................
يقول:كونفشيوس:
"لما كنت صغيرا كنا فقراء جدا...ولما بلغت الخامسة عشرة أقبلت بقلبي على تحصيل المعرفة....وفي سن الثلاثين رسخت قدماي، حتى إذا بلغت الأربعين صرت أعرف أموري تماما، وعند سن الخمسين عرفت ما تريده السماء ، وفي الستين أصبحت مستعدا لأن أصغي إليها، وأمتثل للحق الثابت ، ولما بلغت السبعين استطعت أن أطيع رغبات قلبي دون أن أتعدى حدود ما هو حق وعدل....
فهكذا هو دائم التدبر والاعتبار والتفكير.تلك المناهج الإسلامية المشار إليها كثيرا للوصول للمعرفة ، فقد خلقنا لنعبد الله ، ولن نعبد الله إلا إذا عرفناه، ولن نعرفه إلا بالعلم ، والفكر، والتدبر...
وربما ذلك ما دعا الأنبياء لما يطلقون عليه اليوم حالة التأمل.
............................
ومن المناهج التي رفعت شأن كونفشيوس، وجعلت مذهبه يستمر قرون طويلة، اهتمامه بالمرأة واعتبارها إنسانا مشاركا صنع وبناء الحياة مع الرجل، وليست ذلك الكائن المهمل كما اعتاد الناس النظر إليها...
فما الجديد عند كونفشيوس يجعلنا ننبهر به، أليس ذلك كلام رسول الله عن المرأة ، وتوصيته بهن، والتحذير من إهانتهن، أليس هذا هو القرآن( إن الله لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى)....لكننا اعتدنا النظر إلى حيث تلمع النجوم البعيدة، فتهوي أقدامنا نحن العرب في هوة الجهل والبعد عن الهوية بكل أركانها...
................................
ساهم كونفشيوس في إنشاء حضارة الصين التي قامت على القيم والأخلاق، واستمرت مبادؤه أكثر من عشرين قرنا، ولازالت الصين تسمو بالتمسك بأخلاقها وقيمها، ومازلنا نحن العرب نتأخر ونتخلف لأننا تركنا الموسوعة السامية من الأخلاق التي دعا إليها سيد الخلق أجمعين - سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم - نحن في حالة حرب العلم أمام الجهل، ولا شك أن حظنا من الجهل وافر، فإذا تركنا الهوية والأخلاق والقيم، انهارت قوتنا وأصبحنا كالحيوان الذي فقد عقله، نقتل ونقتل، ونستحق نظرة الغرب لنا ، على أننا الشعب الهمجي المتخلف، فأي رقي لقاتل يرفع صوته بالتكبير، وأي قيم تلك التي ندعيها وقد خرقنا كل حواجز الرحمة، وارتقينا لرتبة شياطين...
وكما يقول أمير الشعراء/أحمد شوقي
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
...
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوّم النفس بالأخلاق تستقم