الجمعة، 27 نوفمبر 2015

تجريد........ لـــــــــ سامى كشك..........صفوة الكُتَّاب العرب

" رمسيس "
ياأيها الحجرى منزرعاً بأرض من ضجيج
قد لوثتك العوادم مثلما قد لوثتنا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . كان يحاصرنى فى الأيام , حتى يوم اجازتى يحاصرنى فيه :
- سأعلمك التجريد ,
ولأنى ملتزم بأصول التربية الفنيه , لم اغفل أى وسائل تعليميه
واليك بياناً عملياً في وجهك ؛
سجل في لا ذاكرتك أولي الخطوات ,
أولي الخطوات ( لا تنسي ان تفقد ذاكرتك )
يتسلم وجهي , يخرج شيئاً , قال هي الذاكرة , فسجل ثانية الخطوات ,
ثانية الخطوات هي ( التحديث ) :
نحضر وتدين ندقهما في الأذنين , ثم نسوي ما يبرز منها بالطين الأ سواني
( نحن الآن نمارس فن التجريد النحتي )
ثالث خطوات التجريد هي ( التعتيم )
يتناول ألواناً معتمة , يطمس في عينيٌ الكلمات الشعرية , ثم يعود يذكرني :
رابع خطواتي يا ولدى هي ( التخييط )
نحضر خيطاً , ونهم الي شفتيك نخيّطها .. لا تتألم فالأبرة أرفع من أن يتألم منها حيوان ,
ومخدرة بمزيج سريالي .....
الأن فرغنا , فتناول وجهك لنجرب ما استوعبت , ولاحظ , أن هنالك جائزة ان أحسنت
.................................................................
................................................. .

. . . لكني , حين تناولت الوجه التجريدي , تذكرت بذاكرة أخري في القلب ,
أني قد ولد بقلبي منذ الخطوات الأولى: وجه أبيض ذا أذنين , وذا عينين , وذا كلمات شعرية , ....
ولسان قد وهب مواهب شتي .... فتناولت الموهبة الأولي ؛ الأن أريك الموهبة الأولي :
.. وصرخت بوجه مشوهنا ؛ وقذفت الوجه التجريدي الي عينيه المعتمتين . . . .
. . . . . . . . . . . . .
وذهبت الي رمسيس ؛
رمسيس :
يا أيها الحجرى منزرعاً بأرض من ضجيج
قد شوهتك العوادم مثلما قد شوهتنا