هجمَ على بيتنا فاتِكٌ لا يَرَى غيرَ حَظِّ نفسِه ، فغَلَّ مالِكَه
وقَتَّلَ عُمَّارَهُ وأسالَ على أركانِه وجوانِبِه الدَّمَ ، وأطعمَ في
سبيلِه كلابَهُ ؛ فما هرَّتْ وطاعَتْ وأستَنوَقَت ، ورَشا الخَفَرَ فصاروا
لهُ إلبًا على قاصدي استِنفاذِهِ ، واستَعدَى المُحَكَّمينَ مِن أزوادِهِ ؛
فسَرَى السُّحتُ في أحكامِهم ، وأعانَ على انتهابِه اللصوصَ فصاروا من
جُندِه وحَفَدِه وعِترَتِه ، وأطلَقَ في سوحِه الفَسَقَةَ والعواهِر
فأسهَروا ليلَه وطبَّلوا وزَمَّروا ، ثمَّ راحَ يبيعُ من بُستانِه ما لا
يملكُ بعدَ أن عسَّرَ سبيلَ الماءِ إلَيه ، والعجيبُ أن أخلَدَ إليه لفيفٌ
من الجيران فسَلَّمَهُ رجالُهم أقفِيَتَهم ، وحَكَّمَت أنامِلَه في
نهودهِنَّ نساؤهم ، وما درَوا أنَّ الخرقَ في السفينَةِ وشيكٌ أن يُغرِقَ
قُطَّانها ، و لن يرحمَ حينَئِذٍ في اندفاقِ المَدِّ وتوَثُّبِ الأواذِيِّ
رُبَّانَها