الأربعاء، 22 فبراير 2017

لوْلا خُلُوُّ الطَّبْلِ... لـــــــــ القدير / محمد رشاد محمود..........صفوة الكُتَّاب العرب

لَستُ أدري - غَفَرَ اللهُ لَه - أَحَيٌّ هُوَ يُرزَقُ أم تَوَفَّاهُ اللهُ ، علَى أنَّهُ اهتاجَني إلى هِجائهِ ، وما كُنْتُ بِالأَلَدِّ الخَصِم ، وكُنتُ حِينَها مُدَرِّسًا للرَّسمِ في مَدرَسَةٍ ثانويَّةٍ وهوَ مُديرُها ، وجَبَهَني ذَاتَ يَومٍ أثناءَ تَوقيعِ الحضورِ - ولا يزالُ شَرقُنا السَّادِرُ يَرى في تَعَلُّمِ الجَمالِ وَهدَةً يتعاظَمُ فوقها تلقي سائرالمواد - بِما أحْسَسْتُ مَعَهُ مَعنَى التَّنَقُّصِ ، وقَد بلَغَ مِن غِلظَتِهِ معَ الطُّلَّاب أَنْ أطلَقوا عَلَيهِ لَفظَ "أبي لَهَب" ، وأدخَلُ مِنْ بابِ تَمَلُّكِ الغِلظَةِ مِن نَفسِهِ أنَّهُ كانَ يُفَضّلُهُ علَى اسْمِهِ ؛ فَما مَلَكْتُ نَفسي أَنْ وَبَّخْتُهُ صائِحًا في وَجْهِهِ بما يسوءُهُ وهَمَمْتُ بأَنْ أُمْسِكَ بِتَلابِيبِهِ لَولا أنْ حالَ بيني وبَيْنَهُ وَكيلٌ كانَ حاضِرًا ، ولَكِنْ لَم يَلْبَث الغَيْظُ أَنْ فاضَ مِن القَريحَةِ المُسَعَّرَةِ بهَذِهِ الأبيات :
أَبْشِــــــرْ بِسُــــوءِ الــمُنْقَلَـــبْ
واخْسَــأْ سَــمِيَّ أَبـي لَهَــــــبْ
تَبَّـــتْ يَـــدَاكَ علَــى النِّهَــــــا
بِ وَكُــــــلُّ مَــــا تَجْنيـــهِ تَبّ
أَنْتَ المُــديــرُ أَدَرْتَ كَـــفَّــكَ
م في الغِصَــابِ وفي السَّـلََــبْ
وَتَخِــــذْتَ فــاجِعَـــــةَ الجُيـــو
بِ جَـــدًا وبِئْـــسَ المُكْـتَسَــبْ
لَــكَ لَهْــــجَةٌ حـاشــا الــزُّحـا
رَ وهَـــيْجَةٌ حـاشَـــا الكَــلَـــبْ
وَجَهَـــــــامَةٌ لِلْـكَـــــرْكَـــدَنــْ
ـــنِ إذا يُعَــابُ بِهـــا انْتَـحَــبْ
وشَــــآمَـــةٌ لَـــــوْ شامَهَـــــــا
شُـؤمُ الغُرابِ بِهَــــــا غَــرَبْ
وتَبَــــــذُّلٌ لِــلْـــمُــومِـسَـــــــا
تِ إذا تُشَــــــــنِّع لِلْـــحَـــرَبْ
عَـــرَكَتْ أَصابِعَهـــــــا ومــا
سَـــــتْ لِلـــــبَذَاءِ ولِلـــذَّبَـــبْ
وتَــــرُوحُ أَلْاَمَ مــــا تَكُـــــــو
نُ إِذا تُخَــــــاطَــبُ بِــــالأَدَبْ
لَــوْلَا خُلُــــــوُّ الطَّبْــــلِ لَــــمْ
يُسْــمَـعْ لِـقَارعِهَــــــا صَخَـبْ
إِن سَــــــــوَّدوكَ فَــرُبَّمَـــــــا
فارَ الــرَّغَـــاءُعَلَــى الحَلَـــبْ
ولَطَـــــالَـمـا طَفَــــرَالــرَّمَـــا
دُ وآضَ مَـــذخُـورُالحَطَــــبْ
اغْــرُبْ فَلَــيْــسَ بِــرَائِــــــدٍ
رَاْسٌ كَــمَـجْبُــــوبِ الــذَّنَـبْ
مِــثْلِــــي بِمِــثْلِــــكَ لَا يُــقــا
سُ لَـــدَى التَّفَاوُتِ في الرُّتَبْ
والـــعِلْمُ فــي كَــــنَفِ العُـلا
نَسَـــــبٌ إذا عَــــزَّ النَّسَــــبْ
لِـــي نَفْسُ حُــرٍّ تَزْدَري الــ
ــحَمقَى وتَاْنَــفُ أَنْ تُسَـــــبْ
فـي جَحفَــلٍ مِــنْ واقِــدِ الــ
ــعَزَماتِ إنْ جازَى غَلَـــــبْ
وإذا أُذَمُّ مِــــنَ الــــذَّمِــــيــــ
ــمِ فَذاكَ بُرهَـــــانُ النَّجَــــبْ
هَــــيَّجْتَ شِــــعري لِلـــهِــجا
ءِ فَكَـــــانَ أَهْــــوَنَ مَا وَجَبْ
وِلَاَنْـــتَ أحْــقَـرُ مَــن يُجــــا
بُ علَـى البَـــذَاءَةِ إنْ يُجَــبْ
فَــاخْلُــــدْ بِهَــــــــا مَقْـرُورَةً
أَنْ جَــوَّزَتْكَ مِــنَ العَــطَــبْ
وَدَّتْ بِهَـــــا لَـــو ضَرَّجَــتـْـ
ـــــكَ بِبَــطْنِهَــــــــــا أُمٌّ وأَبْ
إِنَّ الكَـــــــريـمَ إِذا يُهَـــــــــا
جُ إلــى الكَرِيهَــــــــةِ يُنْتَـدَبْ