الجمعة، 25 ديسمبر 2015

مع النبي (( و سيرته العطرة .. وبعض من معجزاته ..( جزء ثاني))....اعده لكم الشاعر// سيد غيث ...صفوة الكُتَّاب العرب

<*> بسم الله الرحمن الرحيم <*>
٠
كل عــــــام واحبتـــــــي الغوالـــــي بالـف خير وسعــادة ابديــــة
مع النبي (( و سيرته العطرة .. وبعض من معجزاته ..( جزء ثاني))
بمناسبــــــة مولــــــــــد سيـــــد الخلـــــق وحــبيــــب الحـــــق
*<><> سيدنـــــــا محمد صلى الله عليــــه وسلـــــم <><>*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعده لكم الشاعر// سيد غيث ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٠
** المقــــــــــــدمـــــــــــــــــــــة:-
٠------------------٠
٠
* السيرة النبوية يقصد بها سيرة النبي محمد وهو العلم المختص بجمع
ما ورد من وقائع حياة نبي الإسلام محمد وصفاته الخُلقية والخَلقية مضافًا
إليها غزواته وسراياه.
(( السيرة لغة )) تطلق السيرة في اللغة على السنّة والطريقة والحالة التي
يكون عليها الإنسان، قال تعالى ( سنعيدها سيرتها الأولى ) .
(( السيرة اصطلاح )) هي ما نقل إلينا من حياة النبي منذ ولادته قبل البعثة وبعدها وما رافقها من أحداث ووقائع حتى موته .
*وتشتمل ميلاده ونسبه ومكانة عشيرته وطفولته وشبابه ووقائع بعثته
ونزول الوحي عليه وأخلاقه وطريقة حياته ومعجزاته التي أجراها الله تعالى
على يديه ومراحل الدعوة المكية والمدنية ولد النبي صلى الله عليه وسلم
في مكة وبها عاش أكثر سنين حياته، فبها نزل عليه الوحي وهو في الاربعين
من العمر ولم يهاجر منها إلى المدينة الا في الثالثة والخمسين من عمره
وفي المدينة عاش بقية حياته البالغة عشر سنين أو تزيد، وبالإضافة إلى مكة والمدينة فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف مرتين قبل الهجرة وبعد فتح مكة، كما خرج إلى تبوك في اواخر حياته ، وعلى هذا فيمكن اعتبار الحجاز بشكل عام هو النطاق المكاني لسيرتة، وعلى هذا الاساس يمكن
اعتبار هذه الرقعة هي النطاق المكاني الأصغر للسيرة النبوية، أما النطاق
الاكبر فهو جزيرة العرب، إذ لم يلتحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق
الاعلى إلى وقد دانت لدعوته بأكملها .
٠----------------------------------------٠٠٠
٠-------------------------٠٠
**(( كتاب الله العظيم يهدية الى خير الانبياء والمرسلين ))**
<>------------------------------------<>
* وأنزل الله تعالى على نبيه حين بعثه بالنبوة قرآنا عربيا مبينا
لا يأتيه البــاطل من بين يديه و لا من خلفه تنــزيل من حكيم
حميد أعجـز به البلغــــاء و أخرس الفصحاء و تحداهـــــــم فيه
بالمعارضـــــة و عجزهـــــم فلم يستطيعوا معارضتـــــه و هم
أفصح العرب و إليهم تنتهي الفصــــــاحة و البلاغة فحوى من
أحكام الــدين و أخـــــــبار الماضين و تهذيب الأخلاق و الأمر
بالعدل و النهي عن الظلم و تبيان كل شــــــيء ما يزال يتلي
على كر الدهور و مر الأيام و هو غض طري يحير ببيانه العقول
ولا تمله الطباع مهما تكررت تلاوته و تقادم عهده.إنَّ القرآن هو
معجزة النبي محمد الأساسية التي لم يستطع أحد على مر
العصور أن يأتي بمثله بالرغم من تحدّيه بذلك حيـث ورد في
القرآن بسم الله الرحمن الرحيم (( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَــــتِ الْإِنْسُ
وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِــهِ وَلَوْ كَانَ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرً) ويتمثل إعجــــاز القرآن بشكل أساسي
في بلاغته وفصاحته فـــــكان الإعجــاز اللغوي هو أول وأهم
أسباب إعجاز القرآن والذي يشمل عدة أوجــــه منها حسن
تأليفه والتئام كلمه وفصاحته ومنها صــــــورة نظمه العجيب
والأسلوب الغريب المخــــــالف لأساليب كـلام العرب ومنهاج
نظمها ونثرها الذي جاء عليه ووقفـــت علـــــــيه مقاطع آياته
وانتهت إليه فواصل كلماته ولم يوجد قبله ولا بعـــــده نظير له
ومن وجوه الإعجاز الأخرى ما انطوى عليه من الأخبار بالمغيبات
وما لم يكن فوجد كما ورد، وما أنبأ به من أخبار القرون الماضية
والشرائع السالفة. وحديثًا ظهر تيار يعتقد بوجـود إعجاز علمي
في القرآن حيث تفسر بعض الآيات على أنها تثــــبت نظريات
علمية لم يكتشفها العالم إلا بعد فترة طويلة جدًا من ظــهور
القرآن.
**(( نشـــــــهد بانــــك لرســــول الــله ))**
٠٠---------------------------٠٠
*نؤمن نحن المسلمون بأنه رسول الله للبشرية ليعـــيدهم
إلى توحيـــد الله وعبادته وذلك شأن كل الانبياء والمرسلين
وهو خاتمهم وأرســل للناس كافة.
وأنه أشرف المخلوقات وسيّد البشر كما يعتقدون فيه العصمة.
عند ذكر اسمه يُلحِق المسلمون عبارة «‌صلى الله عليه وسلم»
مع إضــافة «وآله» و«وصحبه»
في بعض الأحيانلِمَا جاء في القرآن والسنة النبوية مما يحــثهم
على الصلاة عليهترك محمــد أثرًا كبيرًا في نفــــوس المسلمين
و كثرت مظاهر محبّتهم وتعظيمهم له باتباعــهم لأمره وأسلوب
حياته وتعبده لله ، وقيامهــم بحفظ أقواله وأفعاله وصفاته وجمع
ذلك في كتب عُرفـــت بكتب السّيرة والحــــديث النبوي.اعتبره
الكاتب اليهـــودي مايكل هــــــارت أعظم الشخصيّـــات أثرًا في
تــاريخ الإنسانية كلّها باعتبــــــاره «الإنسان الوحيد في التاريخ
الذي نجح نجاحًا مطلــــقًا على المستوى الديني والدنيوي».
نبئت أن رسول الله أوعدني *** والعفو عند رســـول الله مأمول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة** القرآن فيها مواعــيظ وتفصــيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم *** أذنب ولو كثرت فـي الأقاويـل
لقد أقوم مقاما لو يقوم به ** أرى وأسمع ما لو يسمــع الفيــل
**----------------<><>------------------**
لظل يرعد إلا أن يكون له *** من الرســــــــــول بإذن الله تنويل
حتى وضعت يميني ما أنازعه ** في كف ذي نقمات قيله القيل
فلهو أخوف عندي إذ أكلمه *** وقيل إنك منـسوب ومسئــــــول
من ضيغم بضراء الأرض مخدره *** في بطن عثر غيل دونه غيـل
**-----------------<><>------------------**
إذا يساور قرنا لا يحل له*** أن يترك القـــــــــــرن إلا وهو مفلول
منه تظل سباع الجو نافرة*** ولا تمشــــــــــي بواديه الأراجــيل
ولا يزال بواديه أخو ثقة *** مضـــــرج البز والدرســــان مأكــــــول
إن الرسول لنور يستضاء به *** مهند من سيــــوف الله مسلـول
** (( الخروج إلى الطائف ))**
٠------------------٠
*بعدما اشتد الأذى من قريش على محــــمد وأصحابه بعد موت
(أبي طالب) قــرر محمد الخروج إلى الطائف حيث تسكن قبيلة
ثقيف يلتمس النصرة والمنعة بهم من قومه ورجاء أن يـــسلموا
فخرج مشيًا على الأقدام ومعه زيد بن حارثة وقـيل بل خــــرج
وحده وذلك في ثلاث ليال بَقَيْن من شــــــــوال سنة عشر من
الـبعثة فأقام بالطائف عشرة أيام لا يدع أحدًا من أشــرافهم إلا
جاءه وكلمه فلــــــــم يجـــيبوه وردّوا عليه ردًا شديدً وأغـروا به
سفهاءهم فجـــــــــــعلوا يرمونـــــــه بالحجارة حتى أن رجـلي
سيدنامحمد لتدميان وزيد بن حارثة يقـــــيه بنفسه حتى جُرح
في رأسه.ورجع عنه سفهاء ثقيف من كان يتبعه فلما اطمأن
محمد قال:
**(( النبي الكريم يشكو الى الله هوانه على الناس ))**
<>----------------------------------<>
*يقول نبي الرحمــــه وهو يشـــــتكي الي الله ..اللهم إليك أشكو
ضعف قوتي وقـلة حيلتي وهوانـي على الناس يا أرحم الراحمـين
أنت رب المستضعفين وربـي إلى من تكلني.. إلى بعيد يتجهمني
(يلقاني بالغلظة) أم إلى عدوّ ملكـــــته أمــري إن لم يكن بك علي
غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوســــع لي. أعوذ بنور وجهك
الذي أشرقت له الظلمات، وصلح علـــــيه أمر الدنيا والآخرة من أن
تنزل بي غضـبك أو يحلّ عليّ ســــخطك. لك العُتبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة إلا بك.
*( المولى عز وجل يفرج عن نبينا الكريم برحلة الاسراء والمعراج )*
<>=============================<>
*بعد رحلة الطائف حــــدث حادث هــــــام للنــــبي محمد وكان
(( رحلة الإسراءوالمعراج )) بحســـــب ماورد في روايات جمهرة
العلماء المسلمين يؤمـــــنون بأن هذه الرحلة كــــــانت بالروح
والجسد معًا يقظةً من المسجد الحـــرام إلى المسجد الأقصى
المبارك وكانت قد حدثت له حادثة شــــق الصـدر للمرة الثالثة
قبل أن يركب البراق بصحبةسيدنا جبريل عليه السـلام. فنـزل
في المسجد الأقصى وربط البــراق بحلقة باب المسجد وصلّى
بجمـيع الأنبياء إمامًا ثم عُـــــرج به إلى عوالي سبع سماوات
مــــارًا بالأنبياء (( آدم ويحـــــيى بن زكـــريا وعيسى بن مريم
ويوسف وإدريس وهارون وموســـــى وإبراهيم )) وانتهى إلى
سدرة المنتهى ورأى الجنة والنار واطلـــــــع عيهما كي تكون
عظة.. وفُرض عليه الصلوات الخمسة بعد أن كانت خمـــسين
صلاة .
سريتَ من حـــــــرمٍ ليلاً إلى حرمِ
كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ
٠
وَبِتَّ تَرْقَـــــــــى إلَى أنْ نِلْتَ مَنْزِلَةً
من قابِ قوسينِ لـم تدركْ ولـم ترمِ
٠..................<>................٠
وقدَّمتـــــكَ جمــــــيعُ الأنــــبياءِ بها
والرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخْــدُومٍ عَلَى خَدَم
٠
وأنتَ تخترق الســـــبعَ الطِّباقَ بهمْ
في مَوْكِبٍ كنْتَ فيهِ صاحِبَ العَلَمِ
** (( عداوة المشركين لدعوة النبي ))**
٠٠------------------------٠٠
*وبحسب رواية عن الزهـــــري فإن قريشًا لـم تعـــادي محمـدًا
ودعــــــوتَه إلا بعد أن نزلت آيات في ذم الأصنـــــام وعـــــبادتها
في حين يـــتمسك مفــسرو القرآن وأغلب كتاب الســـيرة بأن
المعارضة تزامنت مــــــع بدء الدعــوة الجهرية للإسلامفاشتدت
قريش في معاداتها لمحمد وأصحـــــــــابه، وتصـــدّوا لمن يدخل
في الإسلام بالتعذيب والضرب والجلد والكيّ حتــى مات منـهم
من مات تحت التعذيب قال ابن مسعود «أول من أظهـر الإسلام
بمكة سبعة: رسول الله وأبو بكر وبلال وخبـــــاب وصهيب وعمار
وسمية. فأما رسول الله وأبو بكر فمنعهما قومهما، وأما الآخرون
فأُلبسوا أدرع الحديد ثم صُهروا في الشمس وجاء أبو جهل إلى
سمية فطعنها بحربة فقتلها».حتى محمدًا قد ناله نصـــيب من
عداوة قريش، من ذلك مـــــا رواه عبد الله بن عــمرو بن العاص
«بينما رسول الله يصلي بفناء الكعبة إذ أقــــــبل عقبة بن أبي
معيط فأخذ بمنكب رسول الله ولوى ثوبــــــه في عنقه فخنقه
خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبـــــــــه ودفع عن رسول
الله وقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكــم بالبيّنات
من ربّكم» وقـــــد كان من أشدّهم معاداة لمحــــمد وأصحابه
أبو جهل وأبو لهـــــب والأسود بن عبد يغوث والحارث بن قيس
بن عدي، والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف، وعقــبـة بن أبي
معيط حتى دعا على بعضهم قائلاً: «اللهم علــــيك بعمرو بن
هشام وعــتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، والولـــيد بن عتبة
وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعمارة بن الوليد ».
**(( بدايـــــــة الاذن بالهجــــــــــــرة ))**
٠٠========<>========٠٠
*لما اشتد البلاء على المسلمين بعد بيعة العقبة الثانية أذن
محمد لأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة، فجعلوا يخرجون
ويخفون ذلك فكان أول من قدم المدينة المنورة أبو سلمــة بن
عبد الأسد، ثم قدم المسلمون أرسالاً فنزلوا على الأنصار في
دورهم فآووهم ونصروهم ولم يــــبقَ بمكــة منهم إلا النــــبي
محمد وأبو بكر وعلي بن أبي طالب أو مفتون محـــــــبوس أو
ضعيف عن الخـروج الى الهجرة .
*(اجتماع المشركين في دار الندوة للاتفاق على قتل الرسول)*
٠٠٠----------------<><>-----------------٠٠
*ولما رأت قــــريش خـــــروج المسلمين خـــــــافوا خـــــــروج
محمد فاجتمعوافي دار الندوة واتفقوا أن يأخذوا من كل قبيلــة
من قريش شابًا فيقتــــلون محمد فيتفرّق دمـــــه في القبائل
فأخبر جبريل محمـد بالخـــــبر وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك
الليلة فأمر محــــــمد علــــــيًا أن ينـــــام مكانه ليؤدي الأَمانات
التي عنده ثم يلحق به. واجتمـــــع أولئك النفر عِنــــد بابه لكنه
خرج من بين أيديهم لم يره منهم أحد وهو يحثوا على رؤوسهم
التراب تاليًـــــــا بعــض آيات الله من سورة يسن ..(( وَجَعَلْنَا مِنْ
بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِـــــــنْ خَلْفِهِــــمْ سَــــدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ
لَا يُبْصِرُونَ )) صدق الله العظيم ...
يا رَائِدَ البَرقِ يَمّـــــمِ دارَةَ العَـــــــلَمِ
وَاحدُ الغَمامَ إِلى حَـــيٍّ بِذِي سَــلَمِ
وَإِن مَرَرتَ عَلى الرَّوحــــــاءِ فَامرِ لَها
أَخلافَ ســـــــارِيَةٍ هَتّـــــــــانَةِ الدِّيَمِ
***
مِنَ الغِزارِ الَّلواتــــــي في حَوالِبِـــها
رِيُّ النَّواهِــــــلِ مِن زَرعٍ وَمِن نَــــعَمِ
إِذا اِستَهَلَّت بِأَرضٍ نَمنَــــــــمَت يَدُها
بُرداً مِنَ النَّورِ يَكـــــــسُو عارِيَ الأَكَمِ
***
تَرى النَّباتَ بِها خُضــــراً سَنــــــــابِلُه
يَختالُ في حُلَّةٍ مَوشِــــيَّةِ العَـــــــلَمِ
أَدعُو إِلى الدَّارِ بِالسُّــــقيا وَبِي ظَمَأ
حَقُّ بِالريِّ لَكِــــــــــنّي أَخُــــــو كَرَم
***
مَنازِلٌ لِهَـــــــــواها بَينَ جانِحَــــتي
وَدِيعَةٌ سِرُّها لَم يَتَّــــــصِل بِفَمـــي
إِذا تَنَسَّمــــــتُ مِنــــها نَفحَـةً لَعِبَت
بِيَ الصَبــــابَةُ لِعبَ الريـــــحِ بِالعَلَمِ
** ((وصول النبي صلوات الله عليه الى المدينــة
المنورة .. والانصـــار تستقبلـــه بالاناشــــيد ))**
<><>-----------------------<><>
*وصل النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه الى المدينة ونزل
على كلثـــوم بن الهدم وجاءه المسلمون الانصار يبايعونه ونزل
أبو بكر علــى خبيب بن إساف وأقام علي بن أبي طالب بمكة
ثلاث ليال وأيامها حتى أدّى الودائــع التي كانت عند ســــيدنا
محمد للناس حتى إذا فرغ منها لحق بمحــــمد فنزل معه على
كلثوم بن هدم وبقي سيدنا محمد وأصحابه في قباء عند بني
عمرو بن عوف اربع أيام وقد أسس مسجد قباء لـــهم ثم انتقل
إلى المدينة المنـــــورة فــــــدخلها يوم الجمـــعة١٢ربيع الأول
( سنة ١ هـجري)وعمره يومــــــئذ( ٥٣ سنة) ومن ذلك اليــوم
سُميت بمدينة الرسول بعدما كانت يثرب ويعبّر عنها بالمدينة
مختصرًا أو المدينة المنورة. ولما دخل المديـــــنة راكبًا ناقته
القصواء تغنّت الانصار احتفالا وانشدو قائلين:-
طلــــــع البدر علينــــا من ثنيـــــــات الوداع
وجب الشـــــكر عليـــنا ما دعـــــى لله داع
أيها المبعوث فيــــنا جئــــــت بالأمر المطاع
جئت شرفـــــت المدينــة مرحباً يا خير داع
طلع النور المبـــين نور خـــــــير المرسـلين
نور أمن وســــــــلام نور حـــــق ويقــــــين
ساقه الله تعالـــــــى رحمــــــــة للعالمـين
فعلى البر شعاع وعلــــــــى البحر شعـاع
مرسل بالحق جاء نطقــــــه وحي السماء
قولـــــه قول فصــــــيح يتحــــــــدى البلغاء
فيه للجســــــم شفاء فيــــــــه للروح دواء
أيها الهادي ســــــلاماً ما وعى القرآن واع
جاءنا الهادي البشير مطرق العاني الأسير
مرشد إذا ما أخــــــــطأ الساعي المسير
دينه حــــــق صُـــــــراح دينــــــه ملك كبير
هو في الدنيا نعيم وهو في الأخرى مــتاع
هات هدي الله هـــــــات يا نبي المـعجزات
ليس للات مكـــــــان ليس للعــــــزى ثبات
وحّد الله ووحد شملـــــنا بعد الشـــــــتات
أنت ألفت قلوبـــــــاً شفـــــها طول الصراع
طلع البدر عليــــنا من ثنيـــــات الــــــوداع
وجب الشكر عليـــــــنا ما دعــــى لله داع
أيها المبعوث فينا جــــــئت بالأمــر المطاع
جئت شرفت المدينـــــة مرحباً يا خير داع
منذ بداية وجود المسلمين في المدينة المنورة نصبــت أحبار
اليهـــــود مــن بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير لمحمد
العداوة وانضاف إليهـم رجال من الأوس والخزرج ممن كانـــــوا
يُظهرون إسلامهم ويُخفون عكس ذلك، فسُمّـــــوا بالمنافقين
كان على رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول. وبعد أن استقر
المقام بالمسلمين في المدينة المنورة، أُذن لمحمد بالقتال
لأول مرةفكانت آية أُذِنَ لِلَّــــذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ
عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ أول ما نزل في الإذن بالقتال فبــدأ محمد
بإرسال البُعوث والسرايا، وغزا وقاتل هو وأصحابـه فكان عدد
مغازيه التي خرج فيها بنفسه( ٢٧غزوة) قاتــــل في (٩ منها
بنفسه) وعدد سراياه (٤٧ سريّة) كـــان يقاتل بهـــا وفي تلك
الغزوات كلّها لم يقتل محمدٌ بيده قطّ أحدًا إلا أبي بن خلف.
**(( بناء مسجد (( قباء)) اول مسجد في الاسلام ))**
٠<>-------------------------------<>٠
*كان أول أمر بدأ به النبي محمد صلي الله علي وســــلم بناء
المسجد فاختارله المكان الذي بركت فيه ناقته، فاشتـــراه من
غلامين كانا يملكانه بعشـرةدنانير أدّاها من مــــــــال أبي بكر
بحسب أهل السنة فبُني المســجد وسُـــقف بجــــــريد النخل
وجُعلت أعمدته خشب النخل وفرشت أرضه بالرمــال والحصباء
وكان محمد ينقل معهم اللبن في بناءه وجُعل له ثلاثة أبوا وجُعل
طـوله من القبلة للمؤخرة (١٠٠ ذراع) وفي الجانبين مثل ذلك أو
دونه وجُعلــت قبلته للمسجد الأقصى حـــتى نزل الأمر بتحويل
القبلة إلى الكعبة بعد ستة عشر شهرًا من الهجـــرة برغبة من
سيدنا محمد وقد بنى بيوتًا إلى جانبـــه وهي حجرات أزواجـــه
حيث انتقـــل إليها بعد تكامــــل البناء من بيت أبي أيوب الأنصاري
بعد أن مكث عنده من شهر ربيـــــــع الأول إلى شهر صفـــر في
العام الثاني من الهجرة وبعدما صرفـــت القبلة إلى الكعبة بشهر
نزل فـرض شهر رمضان في شعبان على رأس ثمانية عشر شهًرا
من الهجرة وأمر محمد في هذه السنة بزكاة الفطر وذلك قبل أن
تفرض الزكاة .
**((نبي الهدى يؤلف القلوب بين الماجرين والانصار ))**
٠٠-----------------------------------٠٠
*وبعد قدوم النبي الكريم صلوات الله عليه بخمسة أشهـر آخـى
بين المهاجرين والأنصار في دار (أنس بن مالك) وكانوا ٩٠ رجــلًا
نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار حتى لم يبــــــقَ من
المهاجرين أحد إلا آخي بينه وبين أنصـــــاري قال سيـــدنا محمد
لهم «تآخوا في الله أخوين أخوين»، ثم أخــــــذ بيد علي بن أبي
طالب وقال «هذا أخي»فكان الأنصار يقتسمون أموالهم وبيــوتهم
مع المهاجرين وكانوا يتوارثون بعد المــــوت دون ذوي الأرحام إلى
حين غزوة بدر فرد التوارث إلى ذوي الرحم وبقيت الأخوّة.
** (( هجــــــرة المسلمين الى الحبشــة ))**
٠٠---------------------------٠٠
*لما اشتد البلاء على المسلمين أذن لهــــم محمد بالهجــــرة
إلى الحبشة عند الملك ((أصحمة النجاشي)) قائـــلاً لهم «إنّ
بأرض الحبشــة ملكًا لا يُظلَـــــم أحدٌ عنده فالحقوا ببلاده حتى
يجعل الله لكم فرجًا ومـــــخرجًا مما أنتم فيه»(( فخرج ١١رجـــلاً
و٤ من النسوة)) على رأسهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت
سيدنا محمد في شهـر وكان رحــــيل هؤلاء تســــللًا في الليل
خرجوا إلى البحر وقصدوا "ميناء شعــيبة" وكانت هناك سفينتان
تجاريتان أبحرتا بهـم إلى الحبشة فكانت أول هجرة في الإسلام.
*وفي أعقاب الهجرة إلى الحبشـــــة وتحديدًا في شهر رمضان
خرج النبي محمد إلى الحرم وفيه جمع كبـــير من قريش، فقام
فيهم وفاجأهم بتلاوة سورة النجمولم يكن أولئـــــك قد سمعوا
القرآن من قبل لأنهم كانوا مستمرين على ما تواصـــــوا به من
قولهم ﴿لا تسمعوا لهذا القرآن والغــــــــوا فيه لعلكم تغلــــبون﴾
حتى إذا تلا في خواتيم هذه السورة آية ﴿فاسجدوا لله واعبدوا﴾
ثم سجد فسجــــد معه كل من كان حاضرًا من قريش إلا شيخًا
أخذ كفًا من حصى فرفعه إلى جبــــــهته وقال: «يكفيني هذا»
فشاع أن قريشًا قد أسلمت.
ولما بلغ المسلمين في الحبشة أن أهل مكة قد أسلموا رجــع
ناس منهم إلى مكة فلم يجدوا ما أُخبروا به صحيـــحًا فلم يدخل
أحدٌ مكة إلا مستخفيًا أو في جوار رجل من قريش ثم رجـــــعوا
وسار معهم جماعة إلى الحبشة، وهــــــي الهجرة الثـانية فكان
جميع من لحق بأرض الحبشة وهاجر إليها من المسلمين سوى
أبنـائهم الذين خرجوا بهم صغارًا أو ولدوا بها( ٨٣ رجلاً) ولــما رأت
قريش أنّ أصحاب محـمد قد أمنوا في الحبشة بعثوا ((عـــبد الله
بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص)) محمّليــن بالهدايا للنجـــاشي
وبطارقته علّه يخرج المسلمين من ديـــــاره فدعـــى النجاشــي
المسلمين وقام جعفر بن أبي طالب مدافعًا عن المسلمين فقرأ
على(النجاشي) بعضًا من ((سورة مريم)) فبكى النجاشي وبكت
أساقفته حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال لــــهم النجاشي «إن
هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشـكاة واحدة انطلقا فلا
والله لا أسلمهم إليكما ولا يُكادون يخاطــــــب عمـرو بن العاص
وصاحبه».وقد هاجر معظــــم الذين هاجـــــروا إلى الحبشة إلى
المدينة المنورة بعــد أن استقر الإسلام فيها وتأخر جعفر ومن
معه إلى فتح خيبر .
**((اجتماع المشركين في دار الندوة للاتفاق على قتل النبي))**
<>=============<><>============<>
** (( ان ينصركم الله فلا غالب لكم ))**
٠٠-----------------------٠٠
وفي(( ١٧ رمضان .. في العام الثاني من الهجرة)) حدثت غزوة
بدر الكبرى إذ عزم المسلمون بقيادة محمد على اعتراض قافلة
تجارية قوامها الف بعير لقريش يقودها أبو سفيان بعد أن أفلتت
منهم في طريق ذهابها إلى الشـام.ومعه ٣٠٥ رجـــلا بالإضافة
إلى ٨ من الرجال تخلفوا لعذر فحُسبوا ضمن المـــشاركين فكان
مجموعهم ٣١٣رجلاً وقد خرجوا غير مستعدين لحرب فلــــم يكن
معهم إلا فرسأو فرسان وسبعون من الإبل فلمَّــــــا علم بهم أبو
سفيان غَيّرَ طــريقه إلى الساحل وأرسل إلى أهـــــــل مكة ي
ستنفرهم فخرج الف مقاتل بقيادة أبي جهل ومعـــهم مائه من
الفرس وجمال كثيرة والتقى الجمعان عند ماء بدر يـوم الجمعة
صبيحة١٧ رمضان سنة وكان محمـــد يحــــضّ المسلمين على
القتال قائلاً ( والذي نفس محمد بيـــــده لا يقاتـــــــلهم الـيوم
رجل فيُقتَل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مـــــدبر إلا أدخـــــله الله
الجنة ومن قتَل قتيلًا فله سَلَبُهُ )وقد ورد في القـــــرآن ما يؤكّد
مـشاركة الملائكة في المعركة لصالح المسلمين في آية (( إِذْ
تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْــــفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ
مُرْدِفِينَ)) . ولم يمض وقت طويل حــــتى انتصر جيش المسلمين
وكانت حصيلة المعركة أن قُتل من المسلمين ١٤ شـــخصًا وقُتل
من المشركين٧٠منهم أبو جهل وأمية بن خلـــف وأُسِر٧٠شخصًا
وأسلم من الأسرى١٦فارسا وكان يُفـــادي بهم على قدر أموالهم
ومن لم يكن عنده فــداء دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة
يعلمهم جزاء حرّيته لاحقًا قـــام محمد بطرد يهـود بني قينقاع في
غزوة بني قينقاع إثر قيام أحدهـم بكشف عورة إحدى المسلمات
في أحد الأسواق، فقام أحد المسلمين فقتله فتكالب علــيه يهود
بني قينقاع حتى قتلــــــــوه وتحصــنوا في حصـــــنهم فحاصرهم
المسلمون ثم تركهم محمد بدون أن يقتلهم وأمر بهم أن يخرجوا
من المدينة.
**(( فتــــــــــح مــــكـــــــــــة ))**
٠----------------------٠
*كان من نتائج صلح الحديبية أن دخلت قبيلة خزاعة في حــــلف
سيدنا محمد وايضا بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة في حلف قريش
وكان بين بني الدئل بن بكر وخزاعة حروب وقتلى فـــي الجاهلية
فتشاغلوا عن ذلك لما ظهر الإسلام فمكثوا فــــي تلك الهدنة
نحو السبعة أو الثمانية عشر شهرًا ثم أغــــارت بنــو الدئل بن
بكر على خزاعة على ماء لهم يقال له "الوتير" ليلاً فقتلوا منهم
أناس، وأمدت قريش بني الديل بن بكر بالسّلاح وقاتل بعضهم
معهم. فلما انقضت الحـرب خرج عمرو بن سالم الخزاعي حتى
قدم على محمد وهــو جالس في المسجد فانشد يقول
يَـا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَـــــــمّدًا
حِلفَ أبِيـــــــنَا وأبِيــهِ الأتْلَــدَا
قَدْ كُنْتُمْ وُلْـــــدًا وَكُـــــنّا وَالِدًا
ثُمّتَ أَسْلَمْــــنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا
فَانْصُرْ هَدَاك اللّهُ نَصْـــرًا أَعْتَدَا
وَادْعُ عِــــــــبَادَ اللّهِ يَأْتُوا مَدَدَا
إنّ قُرَيْشًـــــا أَخْلَفُوك الْمَوْعِدَا
وَنَقَضُوا مِيثَاقَـــــك الْمُـــــوَكّدَا
هُمْ بَيّتُونَــــــا بِالْوَتِيــــرِ هُجّدًا
وَقَتَلُـــــونَا رُكّعًـــــــــا وَسُجّدَا
وزَعَمُوا أنْ لَستُ أَدعُــو أَحَدًا
وَهُـــــم أَذَلُّ وَأَقَـــــــلُّ عَـدَدًا
**(( معجزات اخر الانبياء والمرسلين سيدنا
محمد صـــــلوات الله وسلامــــــه عليــه ))**
<>==================<>
*يؤمن المسلمون جميعًا بأن المعجزة الكبرى للنبي محمـــــد
والتي تحـدّى بها الناس هي القرآن ثم أثبت أغلبهم معــجزات
حسيّة أخرى لمـــحمد منسوبة إليه في كتــب الحديــــــث وقد
عارضها قــــــومٌ لِمَـــــا نزل فــــي القرآن بأنّ محمــــدًا لم يُؤتَ
معجزات إلا القرآن في آية (( وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِــــلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ
كَـــذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ
بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا)). بينــما تمسّك الأخرون بإثباتها باعتبار أنه لم
يُقصَد بها التحدّي وإقامة الحجّـــة على صــــدق محمد بل كانت
تكريمًا له وتأييدًا وعناية به والمعجزات التي حصلت وانتهت فهي
كثيرة ومن أشهرها الآتي:-
**(( انشقـــــاق القمـــــر ))**
٠------------------٠
*أجمع المفسرون وأهل السنة على وقـــــوع معجزة انشقاق
القمر لأجل النبي محمد كإحدى المعجزات الباهــــــرات وكان
ذلك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة قال عبد الله بن مســـعود
«انشق القمر على عهد رسول الله فرقــــتين فـرقةفوق الجبل
وفرقة دونه فقال رسول الله : «اشهدوا». وقـال المـشركون هذا
سحرٌ سحركم ابن أبي كبشة، ولكن انظــــــــروا إلى من يقـدم
مــن السفّار فسلوهمفقدِموا فسَألوهم فقالوا: رأيناه قد انشق»
وفـــــــي ذلك نزلت آية من
القرآن "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ. وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا
سِحْرٌ مُسْتَمِرّ" عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن أهـــــل مكة
سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القـمر
شقتين حتى رأوا حراء بينهما. (رواه البخاري ومسلم ).
** (( رحلة الاسراء والمعـــراج ))**
٠---------------------٠
*لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليًا رضي الله عنه يوم
الهـجرة أن يبيت في مضجعه تلك الليلة واجتــمع أولئك النفر
من قريش يتطلعون من صير الباب ويرصدونــــه ويريدون بياته
ويأتمرون أيهم يكون أشقاهــــا فخـــــرج الرسول صلـــى الله
عليه و سلم عليهم فأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على
رؤسهــم وهم لا يرونه وهو يتلو "وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً
وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ" ومضى الرسول
صلى الله عليه و سلم إلى بيت أبي بكر فخرجا من خوخة في
دار أبي بكر ليلاً وجاء رجل ورأى القوم ببابه فقال: ما تنتظرون.؟
قالوا: محمدًا .!!
قال: خبتم وخسرتم .. والله مر بكم وذرّ علــــى رءوسكم التراب
قالوا: والله ما أبصرناه وقاموا ينفضون التـــراب عن رءوسهم وهم:
أبو جهل و الحكم بن العاص و عقبة بن أبي معــيط والنـــضر بن
الحارث و أمية بن خلف و زمعة بن الأسود وطعيمة بن عدي وأبو
لهب و أبي بن خلف و نبيه و منبه ابنا الحجاج.(أخرجه الامام أحمد)
** (( اخبــــــاره عن الغيب ))**
٠-------------------٠
*نبوءة النبي محمد حول فتح القسطنطينية منقـــــوشة علـــى
إحــدى بوابات آيا صوفيا"لتفتحنّ القسطنطينية، فلنــــــعم الأمير
أميرها ولنعم الجيــش ذلك الجيش" .
*من ذلك ايضا إخباره يوم غزوة بدر بمصــــارع قريش فلم يحد أحد
منهـــم مصرعه الذي عيّنه وإخـــــباره عن الحســــن بن علي بن
أبي طالب أن الله سيُصـــلح به بين فئتين من المسلمين وإخباره
أن ابنته فاطمة أول أهله لحوقًــــا به بعـد موته وإخبــــاره بـــشأن
كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بنية المســلمين
بفتح مكة ومن ذلك إخباره عن فتح القسطنطينية ومن ذلك ما قاله
حذيـــفة بن اليمان «قام فينا رسول الله مقامًا فما ترك شـــيئًا يكون
في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه حفظه من حفظه ونسيه
من نسيه.. والله ما ترك رســـول الله من قائد فتنة إلى أن تنقضــي
الدنيا يبلغ من معه ثلاثمــائة فصاعــدًا إلا قد سماه لنـــــــا باسمه
واسم أبيه وقبيلته».
**(( نبـــوع الماء من بين يـــــده ))**
٠-----------------------٠
((يَا مَن تفجّرتِ الأنهَارُ نابعةً <><><> مِن أُصبَعيهِ فَرَوَى
الجَيشَ بالمدَدِ))
*تروي كتب الحديث والسيرة وقـــــوع معجزة نبوع المـاء
من بين أصابع النبي محمد ولم تكن لأحد قبلـــــه والتي
قد تكررت في عدة مواطن حتى عدّ فقهاء المسلمين أن
ذلك الماء أشرف أنواع المياه.يروي أنـس بن مـالك أحد تلك
الحوادث قائلاً «رأيت رسول الله وحانت صـلاة العـصر فالتمس
الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله بوضوء، فوضع رسول الله
يـده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضؤوا منــــــه فرأيـت
الماء ينبع من تحت أصابعه فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند
آخرهم».
**(( حنين الجذع شوقاً إليه صلى الله عليه وسلم ))**
٠-----------------------------------٠
*كان في المسجد جذع يســـــتند إليه النبي صلى الله عليه
وسلم ويخــطب عليه ثم صنع له منبـــر من ثلاث درجات فلما
جاءت الجمعة المقبلة مشـــى النبي صلى الله عليه و سلم
حتى تجاوز الجذع فخار الجذع خوار الثور وحـــــن حنين النـاقة
على ولدها حنيناً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجــــــزعاً
عليه فرجع إليه النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه فسكن
وسكــت فقال النبي صلى الله عليه وسلم(لو لم أحتضنـــه
لحن إلى يوم القيامة) .
**(( بعيــــر يشكو إلي النبي صاحبه ))**
٠---------------------------٠
*عن يعلى بن مرة قال:كنت جالساً مع النبي صلى الله علــيه
وسلم ذات يوم إذ جاءه جمل يخب حتى ضرب بجرانه بين يديه
(أي جاء يمشي حتى وضع عنقه أمام النبي صلـــى الله عليه
وسلم) ثم ذرفت عيناه. فقال ويحك: انظر لمن هــذا الجمل إن
له لشأناً .
**(( اهتــــــزاز جبل أحـــــد ))**
٠--------------------٠
*عن أنس بن مالك قال صعِـــــــــد رسول الله صلى الله عليــــــه
وسلم أُحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثــــمان فرجف بهــــــــــم الجبل
فضربه رســـــــول الله صلى الله عليه وسلم برجـــــله وقال اثبت
أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان رواه البخــــاري ووقع الأمر
كما أخبر: الصديق أبو بكر والشهيدان عمر وعثمان رضي الله عنهم
جميعاً.
**(( من معجزات النبي الدعوات المستجابة))**
٠-------------------------------٠
=دعا النبي صلوات الله علي(لأنس بن مالك)أن يطيل الله عمره
وأن يكثر ولده وأن يبارك في ماله فعاش مائة سنة وولد له أكثر
من مائة ولد وكان بستانه يثمر في السنة مرتين.
=دعا لأم أبي هريرة بالهداية فما رجع أبو هريرة إلى البـــيت إلا
وهي مسلمة.
=دعا النبي الكريم( لأبي زيد الأنصاري) فقال اللهم جمـــله وأدم
جمــــاله فعاش أكثر من مائة سنة وما في لحيته إلا بياض يسير
وكان منبسط الوجه حتى مات.
عز الـورود.. وطـال فيــــــك أوامُ
وأرقـت وحدي والأنـام نيــــــــامُ
ورد الجميع ومن سناك تــــزودوا
وطردت عن نبع السنى وأقاموا
***
ومُنعتُ حتى أن أحومَ ولـم أكـدْ
وتقطعت نفسي عليك وحـــاموا
قصدوك وامتدحوا ودوني اغلقـت
أبواب مدحك فالحـروف عقـــــامُ
***
أدنـوا فأذكرمـا جنيـت فأنثنـــــي
خجلاً تضيق بحملـي الأقــــدامُ
أمن الحضيض أريد لمسا للـذرى
جل المقام فـلا يطـال مقــــــامُ
** (( حجــــــــة الــــــــوداع ))**
<>----------------<>
*حجة الوداع هي أول وآخر حجة حجها رسول الله محمد بعد
فتح مكة وخطب فيها خطبة الوداع التي تضمنت قيمًا ديــنية
وأخلاقية عدة سميت حجة الوداع بهذا الاسم لأن النبي ودع
الناس فيها وعلمهم في خطبته فيها أمر دينهـــــم وأوصـــاهم
بتبليغ الشرع فيها إلى من غاب عنها .
**(( نص خطبة حجة الوداع ))**
٠٠----<>---<>-----٠٠
الحمدُ لله نحمدُهُ وَنَسْتَعِينُه، ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَتُوبُ إليه ونَــــــعُوذُ باللهِ
مِنْ شُرورِ أنْفُسِـنا ومِنْ سيّئآتِ أعْمَالِنَا مَن يَهْدِ اللهُ فَــــلا مُضِلَّ لَهُ
ومَنْ يُضَلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ . وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحْــده لا شريك
له، وأنّ محمداً عبدُه ورسولُه. أوصيكُم عبادَ الله بتقوى الله،وأحثّكم على طاعته! وأستفتح بالذي هو خير. أَمَّا بعد، أيّهَا النّاس، اسْمَعُوا منّي أُبّينْ لَكُمْ، فَإنّيَ لاَ أَدْرِي، لعَليّ لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامي هَذَا في مَوْقِفــــي هذا أَيُهَا النَّاس، إنّ دِمَاءَكُمْ وَأمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَـــكُمْ عَليكُمْ حَرَامٌ إلى أنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، كَحُرمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا في شَهْرِ كُمْ هَذَا في بَلَدِكُم هَذَا وإنكم ستلقون ربكم فيســـألكم عن أعمالكم وقد بلغت فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانةٌ فليؤُدِّها إلى مَنْ ائْتمَنَهُ عَلَيـــــها وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون و قضى الله أنه لا ربــا وإن ربا عمي العباس بن عبد المطلب موضـــــوع كله وأن
كل دم كان في الجاهـــلية موضوع وإن أول دمائكم أضع دم عامر ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلــب فهـــــــــو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية ، وإن مآثر الجاهلية موضــــــوعة غـــــير السدانة والسقاية والعمد قَوَدٌ ، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفــــــيه مـــائة بعير فمن ازداد فهو من الجاهلية. أما بعد أيها الناس فإن الشيــــطان قد يئـــس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ولكنه إن يطع فيما ســـــــوى ذلك فقد رضي به بما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم أيها الناس ﴿ إِنَّمَـــا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَــرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ﴾ إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله الســــموات والأرض و إِنَ عِدَّةَ الشهور عند اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً ﴾ منـــها أربـــــعة حـــرم ثلاثة متوالية ورجب مضر الذي بين جمـــادى وشعبان. أما بعد أيها الناس إن لِنسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حقـــــاً، ولَكُمْ عَلَيْهِنّ حـــقّ، لَكُمْ عَليِنّ ألا يُوطْئنَ فُرُشَكُمْ غيرَكم وَلا يُدْخِلْنَ أحَداً تكرَهُونَهُ بيوتَكُمْ ولا يأتينَ بِفَاحِشَة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهـــــجروهن في المــــضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين فلهــــــن رزقهـــــن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عــــــوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكـــــــم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فـــــروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولـــي أَيهَا النّاسُ، إنّمـــــا المُؤمِنُونَ إخْوةٌ ، فَلاَ يَحِلُّ لامْرِىءٍ مَالُ أَخيهِ إلاّ عَنْ طيـــــبِ نفْسٍ منهُ، أَلاَ هَلْ بلّغْتُ، اللّهُم اشْهَدْ، فلا تَرْجِعُنّ بَعْدِي كُفاراً يَضرِبُ بَعْضُكُمْ رقابَ بَعْض فَإنّي قَدْ تَركْتُ فِيكُمْ مَا إنْ أخَذتمْ بِهِ لَمْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، كِتَابَ اللهِ وَ سُنَّة نَبيّه ، أَلاَ هَلْ بلّغتُ، اللّهمّ اشْهَدْ. أيها النّاسُ إن رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وإنّ أَبَاكُمْ واحِدٌ ، كُلكُّـــمْ لآدمَ وآدمُ من تُراب، إن أَكرمُكُمْ عندَ اللهِ أتْقَاكُمْ وليس لعربيّ فَضْلٌ على عجميّ إلاّ بالتّــقْوىَ أَلاَ هَلْ بلَّغْتُ، اللّهُــــمّ اشهد" قَالُوا: نَعَمْ قَال: فلْيُبَلِّغِ الشاهدُ الغائبَ والسلامُ عليكم ورحمة الله ..
*من خلال هذه الخطبة الجامعة أشار رسول الله إلى الكثير من القضايا المهمة كحرمة دماء المسلمين وأموالهم إلا بحقها وهذا
يؤكد مبدأ راسخاً في الإسلام وهو حرمة اعتداء المسلم علــى
أخيه المسلم ســــواء بالقتل أو الطــــعن أو الشــتم أو الإهانة
وغيرها من الأمور المخلة بآداب الإسلام وتعاليمه.
=حُرمة الربا وخطورة التعامل به، وأن اللعن يصيب كلاً من آكله وشاهده وكاتبه ومن له علاقة به من قريب أو بعيد، نظراً لآثاره السلبية على الفرد والمجـــتمع.
=إبطال ما كان من عادات قبيحة عند العرب في الجاهلية ومنها الثأرالدعوة إلى احترام النساء وإعطائهن حقوقهن، ودعوتــــــهن
للقيام بما عليهن من واجبات تجاه أزواجهن.
=دعوة المسلمين إلى أن يتمسكوا في كل زمان ومكان بكتاب
الله وسنه نبيه.
=التأكيد على أخوة المسلمين ووحدتهم.
=حذر المسلمين من الإختلاف والتناحر بينهم وأن يعرفوا أن قيمة الإنســـــان
تقررها تقواه وقربه إلى الله، وليس عنصره فجميع الناس اخـــــوان
وأبناء آدم وآدم خُلِقَ من تراب فلا عجرفة ولا غـــرور ولا تعصــــــب
عنصري .
كل القلوب إلي الحبيب تمـيـل
ومعى بهـذا شـــاهد ودليــــل
اما الــدليل إذا ذكرت محمـــدا ً
صارت دموع العارفين تسيــــل
**--------<>-------**
هذا رسول الله نبراس الهـــدى
هذا لكل العــــالمين رســــــول
يا سيد الكونين يا عــلم الهدى
هذا المتيم في حمــــاك نزيــل
**--------<>-------**
لو صــادفتني من لدنك عنــــاية
لأزور طيبة و الــنخـيل جمـــــيل
هذا رسـول الله هذا المصطفى
هذا لـــرب العــــالمين رســــول
**((وفاة حبيب الحق.. وسيد الخلق ..صلى الله عليه وسلم ))**
<>============================<>
*رجع الرسول من حجة الوداع وقبل الوفاة بتسعة ايام نزلت اخر آية في القرآن (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).
وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال اريد ان ازور شهـــداءاحد فراح لشهداء احد ووقف على قبور الشهداء وقال: السلام عليكم يا شهداء احد انتم السابقون ونحن ان شاء لله بكم لاحقون واني بكم ان شاء لله لاحـق.
**(( سبب مرض رسول الله صلوات الله عليــــه ))**
٠٠٠>ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<٠٠٠
*كان سبب مرض النبي صلى الله عليه وسلم مؤامرة اليهودية حين دست له السم في طعامه صلى الله عليه وسلم الذي دعته إليه فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منه وأكل القوم فقال:
((ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة)) ثم قال في وجعه الذي مات فيه: ((مازلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر فهذا أوان قطعت أبهَري)) .قال في النّهاية: "الأبهر عرق في الظّهر وهما أبهران وقيل: هما الأكحلان اللّذان في الذّراعين وقيل: هو عرق مستبطن القلب فإذا انقطع لم تبق معه حـــــياة".
*وفي الحديث أن أم مبشِّر رضي الله عنها دخلت على رســــول
الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبض فيه فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله، ما تتَّهِم بنفسك.فإني لا أتهم إلا الطعام الذي أكَلَ معك بخـيبر وكان ابنها مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ((وأنا لا أتهم غــيره، هذا أوان قطع أبهري)) فجمـــع الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بيـــن الشهادة على يد قتلة الأنبيـــــاء من
اليهود وهي أكرم الميتات، وبين المرض والحمى وفيهما ما فيهما
من رفع الدرجات وأما أول معالم عود المرض إليـــه صلى الله عليه وسلم فكان بعد رجوعه من دفن أحد أصحابــه قالت عائشة رضي
الله عنها: رجع إلي رســــول الله صلى الله عليــــه وسلم ذات يوم
من جنازة بالبقيع، وأنا أجد صداعاً فــي رأسي وأنا أقول: وا رأساه
قال: ((بل أنا وا رأســــــاه)) قال: ((ما ضـرَّكِ لو متِّ قبلي فغسلتُك
وكفنتُك ثم صليتُ عليك ودفنتك)) قلت: لكني أو لكأنــــي بك والله
لو فعلت ذلك لقد رجعتَ إلى بيتي فأعرست فيه ببعــــض نسائك
قالت: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بُـــــدئ بوجعه
الذي مات فيه.
وفي أحد الأيام خرج محمد على أصحابه عاصبًا رأسه حتى جلس علـى المنبر فقال «عبدٌ خيّره الله بين أن يؤتيَه زهرةَ الدنــــيا وبين
ما عنده، فاختارَ ما عنـده »ففهم أبو بكر وبكى وقال «فديناك بآبائنا وأمّهاتنا»، فقال محمد «إنّ أمــنّ الناس علـــــيّ في ماله وصحبته
أبو بكر ولو كنت متخذًا خليلاً، لاتخذتُ أبا بكرٍ خليــــلاً، ولكن إخوة الإسلام. لا تبقينَّ في المسجد خوخـــــــة إلا خوخة أبي بكر» ثم
خطب فيهم مرات عديدة دعا فيها إلى إنفــــــــاذ جيش أسامة بن
زيد وأوصى المسلمين بالأنصار خيرًا. ولما ثقُل عليه المرض أمر أبا
بكر أن يصلي بالناس، وعاد جــيش أسامة بن زيد إلى المدينة بعد أن عسكر خارجها منتظرًا ماذا يحلّ بمحمد. وقبل وفاتـه بستة أيام تجمع عنده عدد من الصحابة فقال لهم وهــــــو يبكي «مرحبًا بكم وحــــيّاكم الله حفظكم الله، آواكم الله نصـــــركم اللــــه رفعكم الله
هداكم الله، رزقكــــــم الله وفقـــــكم الله سلمكم الله، قبلكم الله
أوصيكم بتـــقوى الله، وأوصــــي الله بكم، وأستــخلفه عليكم».
وكانت عامة وصيته حين حضره الموت «الصلاة وما ملكت أيمانكم.
** ((يوم وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ))**
٠------------------------------------٠
ولما كان يوم الإثنين الذي توفي فيــــــه بعد (١٣ يومًا )على مرضه
خرج إلى الناس وهم يصلون الصبح ففرحوا به ثـم رجــــع فاضطجع
في حجر عائشة بنت أبـــي بكر فتُوفي وهــــــو يقول (( بل الرفيق الأعلى من الجنة)) وكان ذلك ضحــى يـــوم الإثنين ربيع الأول سنة
(١١ هجري ) فلما توفي قام عمر بن الخطاب فقــــال «والله ما مات رسول الله ليبعثنه الله فليقطعنّ أيدي رجال وأرجلهم» وجـــاء أبو بكر مسـرعًا فكشف عن وجهه وقبّله، وقال « بأبي أنت وأمّي طبتَ حيًا وميّتًا »ثم خرج وخطب بالنّاس قائلاً «ألا من كان يعبــد محمدًا ، فإنّ محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يمــوت» وقرأ ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّــاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَـن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ )) قيل «فوالله لكأن الناس لم يعلــــموا أن هـذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ» وقالت ابنته فاطمة الزهراء «يا أبتاه أجاب ربا دعاه.يا أبتاه، من جنة الفردوس مأواه. يا أبتاه إلى جبريل ننعاه »
*ثم أقبل الناس يوم الثلاثاء على تجهيز محــمد فقام علي بن
أبي طالب والعباس بن عبدالمطلب والفضل بن العباس وقـثم
بن العباس وأسامة بن زيد وشقرآن مولى محــــــمد بتغسيله
وعليه ثيابهثم قام الصحابة برفع فراش محمد الذي توفي عليه
في بيت عائشة، فحـــــفر أبو طلحة الأنـــــصاري له قبرًا تحته
ثم دخل الناس يصلون عليه أرسالاًدخــــــل الرجال ثم النســاء
ثم الصبيان ولم يؤم الناس أحد. ثم أنزله القبرَ علــيّ والعباس
وولداه الفضــل وقُثَم ورشّ قبره بلال بالمــــــاء ورُفع قبره عن
الأرض قدر شبروكان ذلك في جوف الليل من ليلة الأربعاء.
* لقد مات رسول الله إنا لله وإنا إليه راجعون حقيقة لا سبيل
إلى إنكــارها فكل البشر يموتون، ورسول الله بشر، قال الله
تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} .
*{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَ