الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

هَبَنَّقةُ وَالطُّرْطُور تِرَاجِيدِي......لـــــ القدير / سمير عَصَرْ المُحامى.......صفوة الكُتَّاب العرب

شَهَرَ هَبَنَّقةُ الأَنْوَكُ مُدْيَتَه في وَجْهِ الجَميع؛ اِسترهبَهم؛ سُقِط فى أيديهم؛ لا طاقةَ لَهُم بمناوأةِ ذَلِكَ الهُبْنُقِ الطَرْطُور وَقَدْ عاضَدَهُ الأَوْباشُ وَذِئابُ الجَبَل .
تزوّج قَسْرًا دُرَّةَ القبائل؛ هَنُّومَةً صاحِبةَ الصَّوْنِ وَالعَفَاف؛ رَقَص فى عُرْسِه الدَّهْمَاءُ والرِّعاعُ وَالطَّغَامُ؛ نقَّطَهُ ذُؤبانُ العَرَبِ من الغُرَماءِ وَالأَخْصامِ نِكايَةً؛ قَبَعَ عُشَّاقُها ينتظرون رَجَاءً أن يُشَلّ بدَاءِ النُّقْطَةِ .
اِنتَزَعَ إِنابَةً مِنْ الغَوْغَاءِ؛ أغْرَاهُم بِوُعُودِهِ الْمَعْسُولَةِ؛ ظاهَرَهُ الفِدَامُ؛ أغْرَى بَيْنَ القَوْمِ العَدَاوَةَ والبغْضَاءَ؛ جَرَّحَ خُطَّابَ هَنُّومَة؛ طارَدَهم؛ شَتّتهم؛ أطلق أيدى الأوْغَادِ؛ حَكَّمَهم في الرِقَابِ؛ يُنفِق عليهم بسخاءٍ؛ ضَجَّت مَضَارِبُ القَوْمِ بالنُوَاحِ .
مَالَأَ أَبْنَاءَ القَبِيلَةِ الثَالِثَةَ عَشْرَ؛ بَعْزَقَ ما بيده من نُقْطَةٍ ذَات اليَمِين وذَات الشَّمَال دِهانًا؛ أغرق القبيلة فى السُلَفِ؛ لَمْ يَكْفِهِ ذَلِكَ؛ كَانَ عليه أنْ يُثبت أنّه السَّيِّدُ الآمر النَّاهي؛ الْتَفَتَ إلى هَنُّومَة؛ بَدّد ثَرْوَاتها المَكْنُونَة؛ نَزَلَ عَنْ إِرْثِها القَدِيم في العَيْنِ وَسُقْيَاهَا؛ يُهْلِكَ بِفَعْلَتِه النَّسْلَ والْحَرْثَ وَالضَّرْعَ .
رَجَّت الصَّدْمةُ أَدْمِغَةَ الكُلّ قَاطِبَةً؛ حتَّى ذِئابِ الجَبَلِ؛ أذْهَلتهم سَفَاهَةُ هَبَنَّقةِ الأَنْوَك؛ الْفَجِيعَةُ عَظِيمَةٌ عامّة .
جَاءُوا أشْتَاتاً؛ وفى مكانٍ نَاءٍ اِنعَقَدَ مَجْلِسُ الأوْصِياء التِسْعَ عَشَرَةَ؛ اِسْتَقَرَّ الرَّأْيُ بالإجماعِ سِراً عَلَى أنّه لاَ سَبِيلَ إلَى اِسْتِرْجَاعِ الحُقُوقِ المُهدَرةِ وفك الرُهون؛ ولا كفَّارة تَّحَلُّل مِنْ أحْلافِه وَتَعَهُّداته؛ سِوَى أَنْ يَعْتَمِر هَبَنَّقةُ الأَنْوَكُ طُرْطُوراً؛ ويَجْرِى في الشَوَارِعِ عارياً؛ ...
ولَكِنَّهم؛ حَاروا فِيمَا بيْنَهم؛ من يُلبِس هَبَنَّقةَ الطُّرْطُور ؟!