الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

الحسين انقذني . ...بقلم مروة حسن الجبوري . ........صفوة الكُتَّاب العرب

جاءني الموت بغتة ..وأنا لا أشعر بشيء،على وسادة المغتسل بين الكفن وأصوات المحبين
أوجاع طلوع الروح مازالت في جسدي،
يؤلمني كثيراً.
بدأت روحي ترتفع أكثر فأكثر ..السماء بعيدة ،هنالك أرواح معي ترتفع ..
هنالك حاجز، تزدحم عليه الأرواح ،توقفي أيتها الروح ،
هل لديك جواز سفر ؟ بطاقة شخصية ؟ أتعرف أحد على هذه الحدود ؟
ماذا تقولين أيتها الروح !
ليس لدي كل ماذكروه ماذا أفعل الآن !!
تسابقت الأرواح إلى قطع الحاجز بنجاح ..بقيت روحي واقفة تنتظر، ليس لدي مستمسك واحد،
ترفرف في السماء تنادي أيها الجسد البليد اين كنت ، لم تفكر بهذا اليوم؟! ..ماهذا السكون .....؟
لا أحد يسمعني وُضِعَْ جسدي في القبر جاء الملك ونادى:
يابن آدم جمعت الدنيا أمْ الدنيا جمعتك؟! يا ابن آدم تركت الدنيا أمْ الدنيا تركتك؟!
يا ابن آدم استعددت للموت أمْ المنيّة عاجلتك؟!
يا ابن آدم خرجت من التراب و عدتَ إلى التراب...
خرجت من التراب بلا ذنب و عدتَ إلى التراب و كلّك ذنوب.
فإذا ما انفض الناس عنك و أقبل الليل لتقضي أول ليلة صبحها كصبح يوم القيامة
ليلة لا يؤذن فيها الفجر
لم يقل المؤذّن يومها حي على خير العمل... انتهت الصلاة... انتهت العبادات...سيؤذّن الليلة عزرائيل،
أيتها العظام ....أيتها الأعضاء... المتناثرة....
قومي تهياي للمحكمة الإلهية..
عندما يُقبِلْ عليك ليل أول يوم في قبرك.
يا ابن آدم رجعوا و تركوك
في التراب، دفنوك و لو ظلّوا معك ما نفعوك،
و لمْ يبقَ لك إلا أنا الحيّ الذي لا أموت...
يا ابن آدم من تواضع لله رفعه ،و من تكبّر و ضعه الله.
عبدي أطعتنا فقرّبناك، و عصيتنا فأمهلناك.
و لو عُدْتَ إلينا بعد ذلك قبلناك،
إنّي و الإنس و الجنّ في نبأ عظيم
أخلُقُ و يُعْبَدُ غيري ،أرزق و يُشكر سواي.
خيري إلى العباد نازل ،و شرّهم إليّ صاعد.
أتحببّ إليهم بنعمي و أنا الغنيّ عنهم ،و يتباغضون عنّي بالمعاصي
و هم أفقر شيء إليّ.
أهل الذكر أهل عبادتي أهل شكري أهل زيادتي أهل طاعتي أهل محبتي
أهل معصيتي ،لا أقنّطهم من رحمتي، فإن تابوا فأنا حبيبهم،
فإنّي أحبّ التوابّين و أحب المتطهرين.
و إن لم يتوبوا فأنا طبيبهم،ابتليهم بالمصائب لأطهّرهم من الذنوب و المعاصي.من عاد منهم ناديته من قريب،
و من بعُدَ منهم ناديته من بعيد.اوجدت الهآ ﻏﻳﺮﻱ ﻮانا الغفور الرحيم.الحسنة عندي بعشر أمثالها و أزيد و السيئة بمثلها و أعفوا.
أنا أرأف بعبادي من الأم بولدها
حان وقت فتح كتابك.ايتها الروح ارجعي.
رجعت روحي إلى جسدي ، يرتعش من الخوف. المنزل ظلمة القبر وضيق اللحد ، فتحت كفني ، وجلست على تراب القبر ،
ولكن الأمر من ذلك هو وحشه القبر ،حيث أن الأهل والأقارب والأحباب تركوني وحيدا في جوف ذلك القبر الصغير ،
مغطى بذلك اللحد المشرب، فلا ارى سوى الظلمه وانا اعلم منذ صغري بأن الملكان منكر ونكير يأتيان لي ليقيما اعمالي منذ ان خط علي القلم .
فواغوثاه من ذلك اليوم وا غوثاه، يا الله من سؤالهما فلا حجه لي ،
الكفن هو القرطاس ،و الاصبع هو القلم، و الريق هو الحبر .
بين سؤال وجواب ملائكة ترتفع ، وملائكة تهبط ، ملك يرشدني أن أكتب أعمالي بسبابة اصبعي والورق كفني ،
أكتب كل أعمالك ، يرتجف قلبي ، جسدي يؤلمني ، دموعي لاتكفي فالامر عسير ، يارب ماذا اكتب ،
اكتب يا فلان ما صنعت، فتملأ اعمالي ذلك الثوب من حسنات ومن سيئات لا يعلمها الا الخالق، حتى ارى الرهبة في القبر، و يصبح الصراخ هو ما املك، والخوف مما اصنعه ،ولكن اين المفر يا ربي اين المفر ..
نداء يهز القبر اكتب ماكنت تعمل يافلان،
سودت صحيفة أعمالي
وكلت الأمر إلى حيدر
فهو الضامن في الحشر . كلمات قلتها حتى كتب في كفني يرجع الأمر إلى حيدر .
منبر من نور ، وضع في قبري ، يسألني: من ربك ؟
بخوف اجيب :الله ربي
من نبيك ؟
محمد رسول الله نبيي.
وقف رجل يشع النور من جبهته الى عنان السماء على المنبر حينما سئلني: من أمامك؟
نظرت اليه وقلت بدون خوف أو تردد: علي. .علي
ومن بعده ؟
قلت :أئمتي الحسن والحسين والسجاد والباقر الصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والقائم المهدي .
وقف وقال ماذا كنت تعملين في حياتك ؟
قلت ا:نا مقصرة يا ليت الحياة تعود !
أعاد السؤال مرة أخرى
قلت :سيدي اناخادم للحسين منذ الصغر ، كنت اقرأ على الحسين ، ابكي ، إذهب لزيارته ،
وفي يوم العاشر اشارك بالتشابية ، اذهب مع المشاية ، في يده كتاب أخذ يبحث عن اسمي بين صفحاته ،رد علي أن اسمك في سجل الحسين ،سيأتي الحسين لزيارتك .
الحسين !
فإذا بي ارى نورا قد انار قبري من الجهه اليمنى مشرقا حتى انار ذلك المكان واصبح روضه من رياض الجنه . إنه الحسين ....!!
ربي اتذكر بأني لم انسى مصيبه ابي عبدالله الحسين( ع)
فلا املك سوى صرخه واحده (( يا حسين )) (( يا حسين ))
مقطوع الرأس ، مسلوب العمامة والرداء، متشخط بدماءه، اثر الطعنات والعطش كانت واضحة ،
نعم انه الحسين ،حضر عندي ،ياحسين ، رأيت النور الذي لا يفارقني هو ونيسي فيخبرني مولاي بأنك ايها الموالي انت سمعت بمصيبتي،وبكيت ،كنت من المعزين ، لطمت ، وخدمت زائرين قبري.
أخذ يمسح على كفني.،ويقول: اسمك في سجل خدمتي ،لاتخف ، انت من المعزين لأمي فاطمة .
ختم مولاي الحسين (ع) على كتابي أخذته بيدي اليمنى .
أشار لي بالجانب الأيسر من القبر رأيت جنة أشجارها خضراء ، ثمارها ألوان ، انهار من العسل ،
ملائكة تسبح لهم ، مكتوب عليها ، هذه جنة خدام الحسين . قال لي الإمام الحسين عليه السلام هذا هو جزاك عندي ، لاتخف انت في مأمن منا أهل البيت،
والسعيد من كان خادما مواليا لنا ، حتى وان كانت هذه الخدمه مقصوره على كتابه شعر او قصيده او خطابه او نعي ،
او الذي يسقي الماء للمؤمنين او حتى الذي ينظم السير وحتى الباكي والمتباكي ، نسجل أسمائهم ، وناتي عند القبر ،
حتى تلك الدمعة لا تضيع ، السيدة فاطمة الزهراء تلتقط شيعتها ومحبيها كما يتلقط الطير الحب الرديء من الجيد ،تبحث عنهم وتحميهم ليلة القبر ، ها هم الآن في سلاما يرقدون، لاخوف عليهم ولاهم يحزنون .
كما قال الإمام الحسين انا الان في جنة الحسين ونصب العزاء والمواساة والملائكة تشاركنا العزاء والبكاء ، في ليلة العاشر نلبس اكفانا ونطبر الملائكة ترفرف بجناحيها ، الزهراء تنحب معنا ، ،عاشوراء في الجنة ،والشعائر مستمرة ،والحسين معنا .