السبت، 20 فبراير 2016

كأسُ الْكْريسْتال ............ لـــــــــــــ عبد العزيز حنان / الدار البيضاء........صفوة الكُتَّاب العرب

و كالمعادنِ ،
هي الكؤوسُ ...
بلا صوتٍ ،
بلا صَخبٍ ،
ينطقُ حالها ،
يُعلن بلا رتوشٍ ، هي مَنْ تكون .
فَـــــــــذَا ،
نفيسٌ غَــــــــــــــــــــالٍ ...
يَشِـــعُّ روْنقــاً ...
يتباهى أَلَقـــــاً ...
رِيــــــمٌ - هو – في سِرْبِ ،
يخْتالُ مَزهوا .
و دونَهُ ،
يُدْعَى كأساً .
ما تُحرِّكُ ،
شهْوةَ العناق بها .
و ما ،
يجدُرُ أن تُسَمّى ،
أصلاً بالكأسِ .
*******
و نديمي ،
في السّكون المُتعبِّدِ .
كأْسَا كريستال ...
تُسافر الروح بهما ...
شَفّافانِ ،
كَـطَلَّةِ الفجْر ،
صَحْوٌ جبينُهُ الوضّاءُ ...
يُنادي الشِّفاهَ ،
للسفر حلُماً ،
لِعِطْر ليالي شهرزاد ...
تسْرُدُ الحكايا ...
تُطيلُ أَمَــــدَ العمرِ ...
قبْل الصِّيَاحِ .
قبلَما ، مِنْ رَقْدَتها ،
تتفتحُ عيونُ الشمسِ .
*******
كأسا كريسطال ...
نَديمايَ .
بصفاءِ جسدٍ بتولٍ ...
أرشفُ عِشقا ،
مِنَ الواحد .
فينْبَري تَوْأَمُ الروح ،
يُطارِحُني الوَجْد .
مِنَ الآخر .
و ظِلالُ الشفاه ،
تحْنو ...
تطلبُ الْحُبابَ ...
راقصا على الجدار .
تلُفُّ على ثغْره ،
تلُف فيه / معه ...
لياليَ اللُّقى الحالمِ ،
يرحلُ في الدُّجَى ...
دونما حِراكٍ ،
دونما حِــــــــسِّ .
*******
حبيبَ القلبِ ،
و أَعُبُّ مِن بَصْمَةِ الشفتيْن ،
على صدْر الكأس ،
نَخْبَ القلبِ المُتيَّمِ
ينْسَاحُ ...
مُتدفقا ، مُعَطرا ...
حتى الثُّمالة .
فأنْتشي ...
و أطوفُ لَـثْـماً ،
بثَغْرِ الكريسطال ...
أَلُـــــــمُّ عَـذْبَ اللَّــــمَى ،
أحضنُ حَفيفَ الفؤاد ...
في رسالاتِ العين ،
ترقصُ جَـــذْلَى ...
هي أفراح ...،
هي زغاريدُ انْتشاءٍ في عرسِ .
*******
دِيكُ الجِنِّ الحمْصِي ،
أراكَ ،
و دَنُّ المعشوقةِ
يُراقبكَ ،
يرْقُبكَ .
و دَنُّكَ ، مُتْرَعاً ...
ما جَفّ المُدامُ به .
ضريبةُ الحبّ المُعَنّى ...
أدْمَنَتْكَ ،
و ضريبتي ،
كأسَا كريسطال ...
و ثالثهما ،
توأم الروح .
شفّافانِ ، كقلبي ،
كحُبّي .
أُحاذِرُ منهما الانكسار ،
أحاذِر منهما الانْشطار.
فيهما ،
سَفَرُ أعماري ...
فيهما سِفْرُ أسراري ...
في القعْرِ ،
تنام هادئةً ...
دفاترُ أخباري ...
أخاف عليهما ،
من نظراتٍ شَزْراءَ ...
أخاف عليهما ،
من نسمةٍ مُعَرْبِدَةٍ ،
أغار عليهما ،
من ريحِ الهمسِ ،
من رعْشةِ اللَّمْسِ .