الجمعة، 12 أغسطس 2016

دموعُ لاجىءٍ سورى.............. شعر: عبدالناصر الجوهرى..........صفوة الكُتَّاب العرب

أنا لاجىءٌ
مِنْ ريف (إدْلبَ) نازحٌ عبر الحدودْ
أشكو مِنَ التهجيرِ،
والإرهابِ،
والإقْحام ِفى فتنٍ تسودْ
أنا نازحٌ للموت برْدًا،
والثلوجُ كغُرْبتى قد أغْلقتْ دونى السدودْ
لو دانةٌ قصفتْ ديارى
- مُسْتحيلاً - لن أعودْ
والخوفُ يفترسُ الخيامَ..مُجدَّدًا
إنى المُضيَّعُ تحت أقدامِ الطوائفِ ،
والمذاهبِ،
والسياسةِ،
والكتائبِ
والحشودْ
أين اللجوءُ إلى مواثيق العهودْ
وحدى هُنا - للقتْل - تتركنى
(ثمودْ)
والنفطُ صار مُهرَّبًا
وتقاسموا إرثَ الجدودْ
فكأننا شَعْبٌ يُساقُ إلى الهلاك.ِ.
وفى عريكته القيودْ
أنا لاجىءٌ
وبساعدى المبْتورِ..
عن وطنى أذودْ
أمشرَّدٌ حُلْمُ العليلِ؟
إذا تحاصرنى المجازرُ،
والحرائقُ،
والأفاعى،
والأسودْ
ياثورتى
أنا لاجىءٌ
أبكى ديارى ،
والثَّرى،
والعتقُ مُحْتجَزٌ بمُعْتقل التفاوض،
والوعودْ
الحربُ قرصانٌ
على الأبوابِ تختطفُ الجنودْ
قد أجبرونى أنْ أشقَُّ الآن أنفاقًا؛
لوأدِ الأرضِ شريانِ الخلودْ
قد أجبرونى أن أبيع بساحهمْ
قدَّاحةً للأثرياءِِ،
وأنْحنى لو جاءنى جلادهُمْ ؛
بالبطْش ينتزعُ الجلودْ
أنا لاجىءٌ
أنا عاطلٌ
والحافلاتُ تُقلُّنى بين الحدودْ
أنا لاجىءٌ
مُتسلِّّّّّلٌ
- مثل اللصوص - إلى عنابر مخزن السفن القديمةِ،
والطرودْ
أنا لاجىءٌ
يَبْقى له حقُّ المعيشةِ فى الوجودْ
...........
إنى تلاحقنى كلابٌ للحراسةِ فى الحواجز،
و الطُّرقْ
حتى دَوارُ البحر يقتلنى
وسُتْرةُ النجاةِ كيف تُوقفُ الغرقْ؟
فغدًا سيأخذنى المُهرِّبُ للجحيمِ..
فى صناديق القلقْ
أنا لاجىءٌ
مُتَجنِّبٌ - عند النزوح - بصمةَ العين الغريبةِ،
والفؤادَ إذا عَلِقْ
سيرًا على الأقدام لا أنوى الوصولَ لغير مثواى الأخير ،
وحتفه
فى المُفْترقْ
الشمسُ مرقدها اللُّجوءُ إلى الشَّفقْ؟
أنا لاجىءٌ
فقد العيالَ وراءه
فى موطنٍ
والفجرُ يلمعُ فى الأفقْ
أنا لاجىءٌ
يأبى اختزالَ مصيرهُ
والعيش فى تقديمه
طلبَ اللجوءِ المُخْتَلقْ