الجمعة، 30 أكتوبر 2015

طوق الورود..... لـــــ ليلى كمون .........صفوة الكُتَّاب العرب

من اين والى حد اين
تفتش الروح
عن الانفتاح
وفي عنقها تابى ارتداء
طوق الورود
من الانبطاح
وبحلمها فاس البواسل
تشيد قصرا
بسيل السماح
بنور الهدى يفيض الدجى
يطهرها
بوحي نسيم الصباح
وتمضي في يومها
خلال الغدو تعانقه
وعند الرواح
هو الجسد منمق بظاهره
وباطنه بعض نزيف
ومهد جراح
وتهوى عليه برحمتها
تفك عقالا
تنور درب الكفاح
فان نبس وتكلم
تحرره من خطايا الكلام
تزين كل مباح
وان زفروتالم
تواسي الفؤاد بحلو الدعاء
بكل ارتياح
وان احتميا برفق الشفق
يمتزجان ودا لحد الافق
يلفهما صدى الانشراح
مشاعر دفء تثيرالقيم
وتسعى لطمس العدم
فيا رب حظ ورب اجتياح
وتزهر الخطى بالقدم
وتغدق سيل النغم
وتسلوهما مرامي النباح
وقد يشغلان بايقونة الاحتواء
فياخذهما الزمان لخطب
بدون الرضا بدون سراح
ولو ابحرا في صقيع الثلوج
بين شراع صمت يموج
صنعا منه شرع الافصاح
وياتي الربيع على حين غرة
بزهرالورود ونضرة
وشدو طيورتهز ريش الجناح
وفي سعة من الدهر يستويان
على مرامي الطقوس يغترفان
برد التوالد وسردفء اللقاح
يداعبان واقع وهم تجلى
له يحذقان كي يتولى
بعث حياة تقاد بحد السلاح
يرومان المحبة وحب الجمال
وحس العيون بصدى الامتثال
ويقتفيان عيش تقوى الصلاح
ولو غفيت الروح عن الجسد
وصمت حسها من الحسد
تهاوى الجسد كظل الرماح
تخطى الغد بلا رغبة في اللقاء
وفارق الامنيات وحب البقاء
خذل اللسان عن الافصاح
ولو لبسا اقنعة للجدال
وفوضا القول بالمثقال
هزما الاقداربوقارالالحاح
ولوصادفا حظوظ الامنيات
تشق وعرالطريق باذن الحياة
تصادقا بعزيمة الاصطباح
ترى الروح تستبق المجريات
والحدس لها يعكس قوة الحركات
بين شجن الاحزان والافراح
لويتباطا الجسد عن المسار
يحضر او يغيب بالابصار
كلاهما يرتدي الاخر وشاح
يتصارعان في الصحو والمنام
واثناء العناق يتحدان باعلى مقام
يطويان درب الاحتواء بنجاح
فهذه الروح تقيم اشغال المراسم
يخفق ظلها خلال بعض المواسم
ترنو الى الاعالي بالنور المتاح
وذاك الجسد يشتعل كالزبد
يرهن البشر بفصول النكد
ويزرع افكار الهلس السواح
فلو هزل الجسد من التعب
سقته الروح ماء الحياة دون عتب
تغافلت عن احتساب الارباح
ولو حل بالروح ضعف وهزال
اصابها العمر بالمرض العضال
اهتز الجسد من نقص الاملاح
زلزل من تردي الاحوال
وتزعزع من الذكريات الثقال
تقطع شراعه بهبوب فصل الرياح