كم شممتُ عطركَ وأنتَ في بهجةِ ايامِكَ ، وكم أهديتُكَ أنفاساً من رئتي ،
كي أُثبتَ أني ما زلتُ على على بُعدِ نسمَةٍ من التصاقي بروح البهجةِ ، لم
تكُن عابئاً بأقدارِ العابثين وولعهم باقتطافِكَ ، حيثُ الحبيبات ينتظِرنَ
كلمة ً هامسة ًبشذا عِطركَ ، حينَ أطلتُ النظرَ لألوانكَ الزاهية ، وصوتُ
عصافير تشدو بلغةِ العشاق ، تذكَرتُ ما سَلفَ مني ، أنا البريء في رسم
صورتي على ممرات الحدائق ، يخاتلني أبي وراء أكَمَةٍ تتكاثفُ بأيامها ،
فترتعد مني الطفولة ألآ أضيع ، يَضحَكُ مني ومن دهشتي ، فيحملني بقُبلَةٍ
حانية تُداعِبُ اصفراري ، آهِ ، كَم مرَرتُ من هنا ، وتذكّرتُ ، وها أنا
أفرُّ من حلمي الى عطرك فأنسى أني كبرتُ وصرتُ مثلَ أبي ، أُمارسُ نَفسَ
الخَديعة .