السبت، 25 يونيو 2016

على وتر الغيـاب.... لـــــــــــــ محمّد الخـذري...........صفوة الكُتَّاب العرب

حين يبتدئ الحرف عزفه
على وتر الغيـاب
يخالط الدّم دمع السّحـاب
تجتاحنا الخطوب
ينام البدر في مهد من السّـراب
تهاجر أيّامنا نحو الأشجان
تلقي بنا في غيهب الغسق
على وطن يئنّ
أفقنـــا ..
من كلّ اتّجاه
تهبّ رياح الرّدى
و العويل يقرع أبواب الصّمت
رائحة الدّماء تعبق
من أنفاس الثّرى
في وطن يحنّ
وحنينه رحيل نحو الاغتـراب
هويْنـــا..
نجمع أوراق حسرتنا
نتوسّد حطب محنتنا
بلا سنـد
و لا عضد
نتجرّع الآهات
في حسرة
نترنّح حيارى
تبكينا الأهازيج
سيل الأرزاء يحوفنا
ترجّع أحزاننا الأراجيز
بلسان عربيّ
نرثي حالنــا
لا تستحي الشمس من آلامنا
حروفنا في مصابنا تهيم
و لكنّها لا تغيــم
ينطفئ في عيوننا
فجر الرّبيع الرّطيب
يظعن نحو الغمـام
نجوس خلال ظلال النّوى
عارية أرواحنا
نغتسل بالنّشيج
نحفر على جرح القصائد مدمعـا
ينزف مـداد الحزن من أقلامنا وجعا
غمّا و جزعــا
عبرنا ذات ربيع
نقبس من فجر المنى
فأبْنـا بلا شذا و لا سناء
و احترقنا بلوعة الأسى
بالأمس كنّا نشجى لوقع رنينه
و اليوم صرنا نأسى لرجع أنينه
في وطن يداس فيه الصّدق
ويغتال فيه الحقّ
تختفي الشّريعة خلف النّقاب
ويتيه الفجر في الضّبـاب..