الأحد، 19 يونيو 2016

قصص قصيرة لـــــــــ كاظم مجبل الخطيب / العراق..........صفوة الكُتَّاب العرب

(كلب أبي)
الحاضرون لم تنقطع حواراتهم حول كيفية توزيع ما تركهُ أبوهم بعد ان غيّبهُ الموت وهم ينظرون اليهِ الّا سعاد صغيرتهم التي فقدت كل شيء بفقد ابيها،الاصوات خلف الباب تستغيث ،تسرع سعاد لفتحهه فتحضن كلب أبيها وهو يصرخ بألم :
-عو عو ...عو.....عو............ع..........وو
لكنَّ بكاءهُ لم يدم طويلاً وهو مسجّى بين ذراعيها ودموعها الجارية تغسّلُ كلب ابيها الراحل .
*********************************************************
(الراقصة)
لم يخطر ببالهِ ان المترفين يقضّون الليالي يتعبّدون على اقدام الراقصات غير واحدةٍ فارقتهُ فقيراً قبل عشرة اعوام وهي تتصفّح الوجوهَ لعلّها تجدهُ وحين التقتهُ تمنّتْ لو تحضنهُ وتبكي على كتفيهِ قبل ان يغلقَ عينيها ودموعهُ تختلط بدمائها ويداهُ مكبّلتان بأصفاد الحديد .
*********************************************************
(الصديقتان)
تعاهدتا وفاء وهالة على صنع كيكة الخطوبة لكلتيهما وحين تمّت حطوبة هالة باشرت وفاء بعملها لكن فرن الطباخ الغازي لم ينتظر الّا ثواني ليجعل من وفاء كيكتهُ التي اختارها،
بعد عشرين عاما تقف هالة على قبر وفاء ويدها خالية من خاتم الحطوبة .
*********************************************************
(لوحة اخرى)
في احد الصباحات يطيل مصطفى الوقوف امام المرآة يدقّقُ في ملامحهِ لكنّهُ سرعان ما ملأ المكان صراخاً كمن يستنجد بالاخرين فلم يسمعهُ احد وهو يصيح:
-اين انا ؟كيف تتركونني وحيداً؟
لم يجبهُ غير رجع الصدى حتى تناول المرآة وراح يهشّمها الى اجزاء متناثرة على الارض ثمّ صاريجمعها من جديد وكفّاهُ امتلئتا دماً ليشكّلَ لوحة اخرى اكثر وضوحاً لملامحهِ
***********************************************
(حلم مخيف)
لم يصدّق ان يراها في حلم بعد ثلاثين عاما من فراقهما بسبب فقرهِ،لم تتغيّر ملامحها الجميلة كثيرا صار يسرع لكي يرحّبَ بها قائلاً:
-كنتُ متأكداً من وفائكِ لي وانكِ ستعودين يوماً ما فاجابتهُ:
-من انتَ ؟عفواً للسؤال
حين انكرتهُ توارى عنها وهي تردّدُ مع نفسها:
-غريبُ امر هذا الرجل يلاحقني حتى في الاحلام ،جعلها مخيفةً،ما بهِ لم يتّعظ ممّا مضى .
*****************************************
(أناقة)
قبل ذهابهِ للقائها مرَّ بصاحبهِ الذي أطال النظر في هندامهِ فخاطبهُ:
-أتدري ان بعض النساءمازلنَ يعتقدنَ بأنّ اناقة الرجل بحذائهِ
فان كنتَ لاتملك ثمنهُ فاذهب لبيع قصائدكَ لأحد السلاطين .
******************************************
(لا للسرقة)
حين قرّر مغادرة وطنهِ لم يصطحب معهُ غير حقيبة ملئت بالكتب،
لكنَّ احدهم كان معترضاً عليهِ مؤنّباً:
-مالكَ يارجل تثقلُ كاهلكَ بحمل هذه الكتب ومثيلاتها تغصُّ بها ارصفة
شارع المتنبي دون ان يلتفت اليها السرّاق .
******************************************
(الشاعر)
من ينادون ببيع الكتب لهم طريقة مثيرة في جلب المارّة اليهم ،احدهم ينادي :
-كتاب بربع........ايّ كتاب بربع......تنزيلات....ربع دينار.......
تناول احمد ديوان شعرهِ الذي استدان مستحقّات طبعهِ،لم يجد في جيوبهِ
منديلاً فراح يقطّع اوراق كتابهِ ليمسح دموعهَ الجاريات .