الأربعاء، 22 يونيو 2016

البريئة...قصة قصيرة لـــــــــ كاظم مجبل الخطيب / العراق..........صفوة الكُتَّاب العرب

من الصعب جداً على امرأةٍ جميلةٍ مثل نادية اختراق دوائر الامن والشرطة لكنها مجبرةٌ لمتابعة قضية زوجهاوحبيبهاالذي تخلّى عنهُ أهلهُ خوفاً من المسائلة وهو يتّهمُ باطلاً بجريمة تمسُّ الامن الوطني والقومي،صار النقيب صلاح ينتظر قدومها باعتبارهِ ضابط التحقيق وهي تحاول ايجاد طريقة ما لأنقاذ زوجها في حين تحرّكت بداخل صلاح نوازع الرغبة المقيتة ليخيّرَ نادية بين جسدها وبين مبلغ (50000 دولار)،وبضمير ميّتٍ وخلقٍ قبيحٍ ونذالةٍراح يسألها:
-ماذا قرّرتِ؟
-لكنّ المال الذي تطلبهُ لا املكهُ
-لكنكِ تملكين جسدكِ الجميل
لم تنمْ نادية ليلتها لتقرّرَ بعدها اعطاء جسدها ثمناَ لأنقاذ زوجها من الاعدام المؤكد
لم يفِ النقيب بوعودهِ ولم يكتفِ صار يهدّدها باظهار فلمٍ مصورٍومسجّلٍ وفاتهُ ان نادية تظهر فيهِ وهي تمانع على تسليم جسدها وبعد كيل الضرب عليها يباشر الدنيء باغتصابها وتنفيذ جريمتهِ،وبقي يحتفظ ب(cd) في درج مكتبهِ
وفي صباحٍ تدخل عليه في مكتبهِ الفخم ثمّ يستئذنها لقضاء حاجة ما داخل المبنى تاركاً مسدسهُ ملقىً على الطاولة ،تناولتهُ نادية لتخفيهِ قبل حين وصولهِ وهو مازال يتنكر لوعودهِ بأغلاق الدعوى وحرق اولياتها حتى ارتفعت الاصوات بينهما ليسكتها صوت الاطلاقات الناريةقبل خروجها مقيدةً بالاغلال ،لتقف الآن امام القاضي معترفةً:
-نعم سيدي قتلتهُ لأنّهُ أخلف وعدهُ بغلق قضية زوجي المظلوم
-وهل زوجكِ يعلم بما اقدمتِ عليهِ؟
-لاسيدي القاضي
أمر القاضي بأحضار القرص الذي تم التحفظ عليه مع المحضر الجنائي والذي طالب فيهِ محامي الدفاع بأعتبارهِ ضمن ملف الدعوى ،كان الزوج في قفص اتهامٍ آخر مجاور لزوجتهِ وهو يستمع لما يجري ،
نوديَ على القضية في يوم اخر للنطق بالحكم وها هو القاضي ينطق بهِ:
-حكمت المحكمة ببراءة السيدة نادية لكونها كانت مغتصبة من النقيب
-كما حكمت المحكمة ببراءة زوجها لعدم قناعة المحكمة بالتهمة الموجهة اليهِ لعدم كفاية الادلّة
وسط هدوء قاعة المحكمة راح الزوج يصيح بصوتٍ عالٍ:
-سيدي القاضي لكني حكمتُ على زوجتي بالطلاق وجميعكم تشهدون على ذلك لانها قتلتني .