الاثنين، 20 يونيو 2016

جزرٌ ومَدٌّ........... لـــــــــ القدير / محمد رشاد محمود..........صفوة الكُتَّاب العرب

معَ انبساط القلب لبواعِث الغِبطَة - وهي في الدنيا قليل - وانقباضِه لدواعي الغُمَّة ، وهي تَتَأبَّى على الحَصر ، أصابَهُ الكلالُ ، وهاجَهُ حزازَةٌ كتلكُ الرقوش التي يُخلِّفُها تتابُعُ الجزر والمَدِّ علي صَدرِ ساحِل البَحر ، فكانَت تلك الهَمْهَماتُ
عامَ 1975وكُنتُ حينَها في الحاديَة والعشرين :
نَمْ قَلــــبُ نَم ، نَمْ قَلـــبُ نَمْ
مَــا لِلـكَــــــرَى والأزْلُ جَـــــمّ
نَمْ قَلـــــــبُ أغفَتــكَ المَنــــو
نُ وهَدْهَــــدَتْكَ يَــــدُ الـعَــدَمْ
رَحُبَـــــتْ أمـانِــيُّ العِـظـــــــا
مِ عن النِّيـــــاطِ وذا اللَّـــحَــمْ
وَمِـنَ الـصَّواعِــقِ واللَّــــــظَى
دَمُنـا فَلـيـــــسَ كَكُــــــلِّ دَمْ
نَمْ قلـــــبُ نَم ، نَـمْ قلـبُ نَمْ
فالـنَّـــومُ نـَـــــومٌ لِلـسَّــــقَـمْ
وذَرِ النُّبـــــــــوغَ لِـمــــائِــــقٍ
ودَعِ الحيـــَــــاةَ لِمَـــنْ نَعَـــمْ
ذا الكَــــونُ في رَغــــدٍ قـريــ
ــرٌ خِلـــــوُهُ سَلـــــمٌ عَـمَـــمْ
والطَّيــْــــرُ يَطـــرَبُ لِلــشُّـرو
قِ علَــى الخمائــــلِ والأكَـمْ
والرِّيــــــحُ تَمْــــرَحُ والغَـديــــ
ــرُالعَذبُ دَغدَغَـــــهُ الــنَّسَـمْ
والشَّمــسُ تَضحَـكُ والمـــرو
جُ الخُضرُ تَبــــسَــمُ لِلْغَنَــــمْ
والنَّهــرُ يحلـــــــمُ والسَّــحــا
بُ الطَّلـــــقُ يَنعَمُ بالــــرَّخَـمْ
كُــــــــــلٌّ يَـقَـــــرُّ وأنْــتَ أنـْــ
ـتَ لَدَى جَحيمِكَ في الـضَّرَمْ
نَــــمْ قلْــبُ نَمْ ، نَمْ قـلبُ نَمْ
فالسُّهْـــــدُ مِفتَــــاحُ الحَــدَمْ
لَـــوْ أنَّ مـــا بِــــــــكَ مُـــودَعٌ
في جَـوفِ عَظْــــــمٍ لانهَشَمْ
أو أنَّ جُلــــمُــــــودًا حَــــــــوَا
هُ أسًــى لَـصُــــدِّعَ أو نَــــــأَمْ
(محمد رشاد محمود)
.........................................................................................
الأزْل : الضيقُ والشِّدَّة . المائِقُ : الأحمَقُ الغَبِيُّ .
الأَكَـم : جمعُ (الأكَمَة) ، وهي التَّلُّ . الحَدَمُ : شدَّةُ التهابِ النار وحميها .
نـــأَمَ : أنَّ .