الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

وَقْفَةٌ موقف....... لـــ القديرة / عبير طلعت ..... صفوة الكُتَّاب العرب

قد تمر بنا مواقف تعيد ترتيب حياتنا ، وتغير نظرتنا لأمورنا ، فالحياة مواقف ، تعلمنا تارة وتكشفنا تارة أخرى .
فنتعلم من الموقف ونتعظ منه كما أنه يكشف لنا حقيقة من حولنا وقد يكشف لنا حقيقة أنفسنا التى لم نكن نعرفها نحن حتى عن أنفسنا .
فالحياة موقف والإنسان موقف .
فقد يبدل موقف إنسان ويغير حياته من حال لحال ، حتى أنه لا يكاد أن يعرف نفسه ، فيقف عنده ويتأمله ؛ فيرى الأمور من منظور آخر لم يكن يراه من قبل ، ويتبدل حاله تماماً فيما كان يؤمن به و يعتقد فيه، وقد يعيد هذا الموقف بناء حياته بأكملها.
و كذلك فى المواقف تظهر معادن الناس ما بين زجاج وألماس ؛ فالمواقف الصعبة والشدائد تبين خلك من عدوك ، ومن يحبك ومن قد يضرك .
وقد تكتشف الحقيقة المرة ؛ بأنك كنت مخدوعاً بِالمَرة ، من أناس كنت تظنهم أحباباً على الحلوة والمرة ، ولكنهم وقت الشدة تخلوا عنك بمنتهى السرعة .
فلا تحزن عليهم ؛ فرب ضارة نافعة ؛ فكشف الحقيقة أفضل من العيش فى الخادعة .
وهكذا الحياة متقلبة مابين شمس وضحاها ، وما بين طرفة عين وانتباهها يغير الله من حال إلى حال
فدوام الحال من المحال
سبحان مغير القلوب الذى يغير ولا يتغير
سبحان الله