الأحد، 18 أكتوبر 2015

زمن الوهن........بقلم: تيسير الغصين........صفوة الكُتَّاب العرب ·

. أوقفوني، نبشوا حقيبتي، بعثروا كل أشيائي قلبوها رأسا على عقب، قلّبوا أوراقي وكتبي ورقة ورقة ، تفحصوها بغباء وتهامسوا بينهم.. كتابات سياسية!! مقالات.. قصص!!..
- انتظر.
قالها أحدهم بنبرة صارمة وغاب للحظات، عاد بعدها لاصطحابي معه إلى إحدى الغرف، وتجمعوا من حولي كذئاب مسعورة تتحين الفرصة للانقضاض على شيء يسد جوفها..
سأل أحدهم:
- ما هذه الكتابات؟!
- قلت والدهشة تكاد تعقد لساني:
- هي قصص كتبتها!!
هتف آخر:
- أهي سياسية؟!
تنهدت من أعماقي ثم قلت محاولا قدر الإمكان ضبط أعصابي حتى لا يزداد الأمر أكثر تعقيدا:
- إذا كانت الكتابة عن معاناة شعبي تحت الاحتلال تسمى سياسة فهي كذلك..
هتف آخر:
- وهل أنت كاتب سياسي؟!!
ابتسمت في سخرية وقلت:
- أهي تهمة تستحق التوقيف؟!!!
رمقني بغيظ ثم هتف ببلاهة:
- سوف نصادرها..
وقعت كلماته وقع الصاعقة فوق رأسي فصحت مذعورا:
- وبأي حق تصادرون كتاباتي؟!!
هتف أحدهم:
- لاتخف ، سنعرض هذه الأوراق والكتب على الرقابة فإن لم تكن خطرا على أمن البلاد سنعيدها إليك.
وهكذا تم اعتقال أوراقي وكتبي ومن بينها قصصاً كتبتها لا أملك منها نسخا أخرى وطال بي انتظار الشوق لإطلاق سراحها لكن بدا أن الإعدام كان حكم الرقابة فيها..