الاثنين، 26 أكتوبر 2015

تـــيت ـ تــــيت ـ تـــــو ت..... بقلم / عبدالمجيد الديّهي.......صفوة الكُتَّاب العرب

أجلس وحـيـدا فريدا يعاتب ذاته في صمت سـاكن بعيـدا عـــن ضـوضاء
صوت الأطفال الصغار أبناء شقيقته.( أم الخير )..( في حجرة الجلوس
الـبحـــرية التي تطل علي الشارع الفرعي لمنزلهم القابع في الطرف
الـجـنــوبي لـقــريتة الـصـغـيـرة الساكنة علي ضـفاف شاطئ الـترعة
الباجــورية من روافــد نهـــر الـنـيـل العظيـــم وسمع صـوت رنين جرس
جهاز التليفون المحمول الــذي كان قد غير نغماته مــن الأدعية الدينية
الصارخة الي صــوت تـــواشـيـح إسلامية صــوفية هادئة للشيخ نصر
الدين طوبار عليه رحمة الله تعاليّ ) . ( وجاءه الصوت من الطرف الآخر
هادئا يـتـهادي في غبطة ودفئ يـذيـب قــمــم جبال الثلج الشامخة )
( أنا فتاة جميلة من أسرة ثرية) . ( ذات حسب ونسب ) . (وأحب أن
أتعرف عليك ) . ( صوت نسائيّ رقيق ) . ( يحمل شوقا ملبيا لشهقات
نفس مولعة بالحنين ) . ( تشهد علي نبرات عشقه آنات جسد يخـرج
زفير النداء الحار الـسـاخــن الــذي تــتــوهــج حـــروفه بـيــــن الضـــم
والسكون ) .( أذهلته كلماتها ).( وأدهشته آهاتها ).(وسقطت معاني
الـنـداء الـعـاشــق في حـضـن قلبه كطــرح جريح يتغني بأطراح الحزن
المــؤلـم ) . ( و بـتـلـقـائية فـطــرية قال لها أنا سيـدتي خـط التليفون
الخاص بيّ هذا ) . ( مراقب ) . ( حملت حروف أبجاديات كلماته هـذه
نهم الشوق في أن تسأله ) . ( مراقب ) . ( مراقب من والدك .؟.!. ) .
( قال .. لا ) . ( من والدتـك .؟.!.) . ( قال .. لا .. لا ) . ( أنا أهل ثـقة
لـهـمـا ) . ( قالـت إذا مــــراقــب مــن زوجـتـك ؟. ! ) . ( إبـتـسـم في
نفسه ساخرا ) . ( لا .. أنا يا سيدتي غير متزوج) . ( إذا أنت اعذب ) .
( لم تـتــــزوج بـعــد ) . ( ولم تجاوبني ) . ( ولم تـنـطــــق بكلمة غيـر
كلمة التليفـون مراقب )..( مراقب ).. (مراقب من المخابرات إذا . !.) .
(أطلق ضحكة عالية) . ( مـدوّية ) . ( المخابــرات ) . ( لا ..يا سيدتي ) .
( أنا إنـسـان في حاليّ ليـس ليّ أي شـطـط فكـري أو أي نـشاطات
إستخباراتية لكي تطاردني المخابــرات أنا لسـت جـمــعه الـشــوان) .
( إذا أنـت مــراقـب مـــن أمـــن الـــــدولة) . (تـلـعــثـــم ضــاحـــكا ) .
( أمن الدولة ) . ( ربنا يجعـل كلامنا خفيف علي قلوبهم ) . (التليفون
يا سيدتي مراقـب مـمّـن هو أعلي مقاما مـن ذلك ) . ( وأجل شأنا ).
( ضحكت ضحكة ساخـرة مـدوية) . ( أعلي مقاما ) . ( وأجل شأنا ) .
( أنــت إنسـان واضح أنه يعاني من لوْسة جنـون ) . ( وواهم ) . (من
هــــذا الــذي وضـــــع تليفـــونك تحت المراقبة ) . ( أعلي مقاما مـن
المخابــرات ) . ( وأجل شـأنا من أمـن الــدولة ) . ( مـن أيـن أنت أيها
المجنون) . ( المخبول ) . (جاءها صوته واهنا حزينا ) . (أنا يا سيـدتي
من قــرية صغنـونة ) . ( بـريف مـصر المحروسة ) . ( وتليفوني مراقب
من الله ) . ( الحيّ القيوم الذي لايموت) . (أتعرفينه) . ( أكيد تعرفينه) .
هو الواحد الأحد الفــرد الصمد الذي لم يلـد ولم يـولد ولم يكن له كفوا
أحــــــد . ( جــــا ء ه صـــــو ت ر نــيـــن الــتــلــيــفــــــــــــــــون ) .
( تـيــت .. تـيــــت .. تـيــــــت .. تــــــــــــــــــــــــوت ) .
وخلصت الحدوت .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, تـــــمـــت ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,