الصَباحُ العَبوس الذي يستجدي نظرات المارَّة على أرصفةِ التَيه ، لم يترك
خياراً لمن ارتضى الحُلُم وسادة ، والغناء رُقيَّةً من تباريح التَمَني ،
الاشتياقاتُ أرْخَتْ جدائلَ من خيوطٍ رهيفة تصبو لأشعةِ شمسٍ تسطعُ بحنو
المسافات القصيّةِ لأوراقِ الوجدِ المتناثرِ ، في يقظة الغريب الذي أرهَفَ
السَمعَ لأمرَأةٍ عبرت مسافات الحلُمِ كي توقدَ جذوة وَهْمٍ في صبوتها ،
زحفَت أشجار السرو لموعدها تتأنقُ ، بقصيدةِ روحٍ ولهى ، تنثرُ عطر حضور ،
تتماهى من كينونةِ فعل الأمر ، على حبل فراغٍ ألقتْ هموماً مُبتكرة ، وهي
تفكرُ بوجعٍ من فراغٍ ٍيعيش بموازاة الجوع وجدار يميل بالألم ، تهرب من
اصطياد لحظة حب ٍ عابرة ، لترتمي بسحابة الأمل الذي صارَ عصياً على الفهم .