الجمعة، 29 أبريل 2016

يسألونني........ لـــــــــ عبد العظيم كحيل.........صفوة الكُتَّاب العرب

يسألونني
و أسأل نفسي
لِمَا كل ما تكتبه هموم؟!
والآلآم وعَذابات لا تنتهي
إرحم نفسك سيصيبك الجنون
لِما تُفتش بين القَش
لِتُخرج لنا الثعابين؟!
لِما تسافر عبر الصحراء؟!
بِوَهْج شمسها الحارق
تَبحث عن سَرَاب بأهلها
تَبحت عن وِكْر ضَب لتأكله
عن نقطة ماء ندى تَلْهَثُها
لِما اخترت العيش في الغاب؟!
بين القردة والخنازير
لِما أدغال العالم ؟!
أُسُود وضباع و وحوش
صراع حَوْلَ البقاء صراعها
حيوانات تأكل لتبقى
كل الأحياء تصارع للبقاء
قَاتِل ومَقْتول آكل ومَأكُول
حيوانات هذا طَبعُها
هذه حياتها مُبَرْمَجة مِن خالقها
ونحن البشر تَطَبَعْنا بِطَبْعِها
نَقْتُل مِن أجل القتل
ولا نأكل جِيفَتنا
نَتَفَنَن بتعذيبها وقَتْلِها
لِما يا عاشق الألم
عَشقت القَهْرَ بالفِكْر
بعذابات الدَهر
أصبح أفيون الخشخاش
في رأسك
لِما يا نفس لا تصعدين
لقِمم الجبال
الى أعالي الاشجار
تبني عش طير
يُحلق في السماء
بحرية الأوهام
أو يسبح بفضاء لا نهاية له
يَخْلُق من ضلعه ملاك
حُورية من حَواري الجنة
نورها يضيء السماء والأرض
عِش في الجنة
مع أهليها متحابين
متراصين
أيدهم مُتماسكة
يَد واحدة قلب واحد
"وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ
لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ
فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ
لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً
فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ
وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَة
ٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ "
عِش كَما تشاء
بِسجارة أَفْيُون
والله في هذا الهروب
سعيداً لن تكون
نشتري ضياعنا بأوهام صنعناها
نشتري السعادة
بأفيون يُخدرنا
نحلق في السماء
مثل عباس ابن فرناس
طائرنا سقط أرضاً
وطائر الأعداء
يحلق اليوم في سمائنا
تركنا الفِكر وعشقنا الخيال
يا أهل الكهف!
يا اهل هذا العَصْر والزمان
إلى متى يا أهلنا سنبقى نيام
فالنصحوا من كابوس
سِكِير يتأوه ويبكي
ومرة يضحك ولا يدري
مثل المُتَعَاطي
يعيش السعادة الوَهْمية
نقتل أنفسنا
نقتل مجتمعنا
نقتل مستقبل اطفالنا
نسير بِعَرَبتنا نحو الهاوية...