الجمعة، 29 أبريل 2016

الفيس بوك والحب........ لــــــــ خالد زكريا هاشم‬............صفوة الكُتَّاب العرب

لا ينبغي لنا أن ننكر فضل التكنولوجيا في جعل العالم قرية صغيره ‘ولكن ما أثرها في استخدامنا لها اليومي وكيف أسأنا لها ‘موضوعنا يظهر من عنوان المقالة:هل يوجد حب من الفيس بوك أم هذا شيء مبتدع وشيء شبيه بقصص الخيال؟؟؟
لمن المؤسف أن يقال انه لا يوجد حب من علي الفيس بوك ‘وأعلم ان جوابي لن يكون مرضيا لكثير ممكن يقع هذه المقالة تحت يده لقراءتها .
دعونا نحدث سويا عن اثر التكنولوجيا في حياتنا بشكل عام ‘ومدي أثرها بالإيجاب أم السلب !!!!
من الحق علينا أن لا ننكر آثرها في جعل العالم قرية صغيره ،فبتصفحك للانترنت تكون علي صله بجميع أقطار العالم ويمكنك من الوصول إلي أي شيء تريده من معلومات وأخبار و…….الخ .
فبالشبكة العنكبوتية كم هائل من المعلومات لمن يرغب في التعلم والمعرفة ‘وأصبح الدراسة عليه شيء متاح للجميع وإمكانية الالتحاق بأشهر الجامعات العالمية وأنت في مكانك بذلك الحي الذي تقطن فيه ‘ولذلك فهو له اثر ايجابي كبير علي حياتنا الشخصية .
ولكن من سلبياته انه جعلنا غير اجتماعين كما كنا سابقا ,فجعلنا نتعلق بأشخاص قد لا تكون معرفتنا بهم سوي عبر الانترنت ،وقلل من زيارة بعضنا بعضا ،فأصبح الحديث من خلال الشاشات أسهل بكثير من القيام بالزيارة .
ولكن كيف نحب من خلاله ،كيف نعشق مثل ليلي وقيس،كيف يسلب مشاعرنا ؟؟؟!!!
كيف نتعلق بشخص لا تتكون معرفنا بيه إلا من خلال تلك الشاشة؟؟؟!!!
عندما يغيب ذلك الشخص الذي نراسله فيجن جنوننا لا لغيابه بل لانقطاع تلك الأحرف التي يرسلها من خلال الشاشة ،حتى انه لو جلس شخص غيره علي حسابه وحادثنا فلن نستطع أن نفرق ما إن كان هو أم لا ,علينا مواجهه أنفسنا نحن لا نتعلق بالشخص ذاته،بل نتعلق بتلك الأحرف وتلك الكتابات،لا نتعلق بيه روحيا،هكذا هو ما يدعي حب النت .
كلمات تغدو هنا وهناك ,وكم من رجل تعلق بأمراه من خلال تلك الشاشة,وكم من زواج تم ولم يكمل بسبب اكتشاف اختلاف الطبائع لماذا؟؟؟!!!
لأنه لم يكن حبا من البداية ,فالعشق في هذه الحالة هو عشق الأحرف والكلمات ,حب الشاشات وما ترسله لنا ,لا عشق الأرواح والأشخاص.
كيف من حب فقد عذريه الروح, كيف لنا أن نتعلق بصور لأشخاص لا نجالسهم عن قرب لا من خلال الشاشات ؟؟؟!!!
دعونا ننظر اثر عد التوافق بين الأشخاص عندما يرون صور بعضهم ,عندما لا تعجب الفتاه الولد الذي تحادثه ويكون قد رسم في مخيلته من تلك الكلمات أميره أحلامه وفجاه تحول الي كابوس
وتبلدت مشاعره تجاهها ,ماذا يكون وقع هذا عليها في أسوأ الأحيان ستفقد تقديرها لنفسها ولذاتها
وكيف لو تعلقت بكلماته أو تعلقه بكلماتها,لنا أن نتخيل ما نفعله بأنفسنا.
وفي النهاية إن حاجتنا إلي الجنس الأخر وفقد الحب في مجتمعنا وتشويه صورته هو ما دفعنا لافتعال تلك الحماقات.
إن التكنولوجيا بريئة من تلك الحماقات ,فهي لها فوائد كثيرة ولكن عندما نحسن استخدامها ,فان الذنب ليس ذنب الأداة ولا مخترعها ولكن الخطيئة هي خطيئة الفكر والتوجيه الذي يستخدم تلك الأداة والعقلية التي تستعملها فهل نستطيع أن نفيق…..؟؟؟؟!!!!!