السبت، 23 أبريل 2016

طائِرُ الشَّوك......... لــــــ القدير / محمد رشاد ........صفوة الكُتَّاب العرب

اهتاجَته بواعِثُ الجمال كما تهتاجُ الحائمينَ على المجد ، وتناهبتهُ أصداءُ الحقِّ فساقَتهُ في دُفّاعها ، فأهوَى من الورد إلى حيثُ الشوك ، وردَّدَ ترنيمَتَه الأخيرة تُرَجِّعُ أشواقَ روحه وأشجانَ قلبه ، وقد أدمَى صدرَه الشوكُ ، فانتَشَلَهُ إلى حَتفهِ - نظَمتُها في مطلَع صيف عام 2000 وعَنوَنتُ بها ديوانًا من دواويني التي أرجو أن يكونَ لها حظُّ النّشر والسفور . .
أهـــــابَ الـــوَردُ بالعُـصفو
رِ صَفِّـقْ في حِمَى نَشري
فَيــا بُشْرَى نَمـــــا عُـودي
ويَــــا بُشرَى ذَكــا عِطـري
ورَفَّ علَـى خـدودي الطَّلــ
لُ خفَّــاقَ السَّنَا المُشْـرِي
ولا كــالغـــــادةِ المَيْــــسا
ءِ في أفـوافِـــهـــا الـزُّهْـــرِ
فَرَفْـرَفَ يَنـفـضُ الأَريَــــــــا
شَ فـي أوراقِــــــهِ الغُـضْرِ
ويَـرتَـعُ فـي رُواءِ الـــزَّهْـــ
ــرِ مِـن جنَّاتِــــــــه الخُضْرِ
تَناهَـبُـــهُ الهُــمومُ كَمَـــــا
يَــشِبُّ القَيـْــــظُ لِلـقَــطْـرِ
فَيَلـــقِطُ رَيِّــــقَ الأنـْــــــدا
ءِ مِـــن ثَـــغْرٍ إلــى ثَــــغْـرِ
يُمــــازِجُ بـاختـــــلاجِ الضَّو
ءِ أطْيَـــــافَ الـــرُّؤى الـغُّـرِّ
تَـألَّـــقَ لا كَعِـقْــــدِ الــــدُّر
رِ مَنــضودًا علــى الــصَّـدْرِ
تَـوَسَّدَ فـي نَـجِيِّ الــحُلــ
ــمِ نَهْــــدَي كاعِبٍ بِـكـــرِ
ورَجْرَجَهُ الصِّبَــــا الرَّيَّـــــــا
نُ فـي تَرْنيــمَـــةِ الــخَصْرِ
وأوغَلَ نــافِضًا في النُّـــــو
رِ عِطْفَي نَــافِضِ الــوِقْـــرِ
وأغرَتْــهُ الفُتـــونُ فمَـــــــا
دَرَى والـدَّجْـنُ يَـسْتَشْرِي
وتَـسحَبُ ذَيلَهَـــــا بالأُفـــ
ــــقِ شَمـسٌ ثَــــرَّةُ الأُزرِ
وأعـرَى جُـؤجُـؤًا لِـلـشَّــوْ
كِ لا يُـطوَى علـى غِـمْــرِ
فأنَّ علــى ضِـرامِ الشَّــو
قِ فـي إطلالَــــةِ البَــــدْرِ
وأهــــوَى مُثــقَلَ الجَفْنَيْــ
ــنِ طَوْعَ النَّــــابِ والظُّفــرِ
يُــصارِعُ كَبْـــــــوَةَ العُـشَّـا
قِ مأزومًـــــا لَــدَى البُهْـرِ
تُلَــــدِّغُــــهُ النِّــــمـالُ إذا
يُوالـــي الزَّفْــــرَ بـالــزَّفْــرِ
ويَحصُبُــــهُ ذُبَــابُ الـلَّـيـْــ
ـــلِ في الأحداقِ وَالنَّـحرِ
وخَـفّ لَـهُ رَطيــبُ النَّســ
ـــمِ كالرَّبَّـــــاتَةِ الظَّئْـــــرِ
تُهَــــدِْهِدُ صَدْرَهُ المَكلـــو
مَ في تَهــــويـــمَةِ الفَجْرِ
فَشَـــبَّ علـى أنامِلِــــــهِ
كَلِيـــــلَ الخافِقِ الطُّهْـــرِ
ورَقــرَقَ في فَضاءِ الكَــــوْ
نِ شَجْـوَ الصَّبِّ لِلْـــهَـجْـرِ
كَمَــــا لَــمْ يَشْدُ غِرِّيـــــدٌ
طَليـــــقُ الشَّدْوِ والطَّيْـــرِ
ورَجَّـعَ خَفْــــقَ أنَّتِـــــــــهِ
دروبُ الغـَـــــابِ والـغُـــدرِ
قَضَى والـخاطِرَ المَيْــمــو
نَ في بحبــوحَةِ العُمْــــرِ
كَـذا مَنْ ساغَ في الأشوا
قِ صابَ الغَـدرِ والنُّكْــــــرِ
وَمَنْ يُسلِــمْ لِكَــفِّ المَجْـ
ـــدِ رُوعًًــــا والِهًـــــا يَفــرِ
(محمد رشاد محمود)
..........................................................................................
أشرَى البَرقُ : لمَعَ . الرِّواء (بكسر الراء) : المَنظَرُ الحَسَن .
الوِقْر (بِكسر الواو) : الحِملُ الثقيل .
الدَّجْنُ : إلباسُ الغَيمِ الأرضَ وأقْطارَ السَّماء . الجُؤجُؤ (كهُدهُد) : الصَّدر .
الغِمْرُ : الحِقدُ . البُهْرُ : انقِطاعُ النَّفَسِ مِن الإعياءِ .
الظِّئْرُ : العاطِفَةُ على ولَدِ غَيرِها المُرضِعَةُ لهُ في الناسِ وغَيرِهم .
قَضَى : ماتَ . الرُّوعُ (بضَمِّ الرَّاء) : القَلبُ والذِّهنُ والعَقلُ .
يَفري : يَشُقُّ ، والمَقصود يُهلِكُهُ ويُجهِزُ عليه .