الأحد، 24 أبريل 2016

خَلْفَ قُضْبَـانِ الصَّمْتِ......... لــــــــــــ محمّد الخـذري...........صفوة الكُتَّاب العرب

يَنْتَصِبُ الرَّدَى أطْيَافًا
خَلْفَ قُضْبَانِ الصَّمْتِ
يَمْتَصُّ الجَوَى رَحِيقَ الآهَـات
و لاَ يَظْعَن..
تَمِيلُ شَمْسُ المُنَى نَحْوَ الوِهَـادِ
يَشِيخُ الغُصْنُ الرّطِيبُ
فِي زَيْتُونِ الأجْــدَادِ
يَرْحَلُ عَنْ القصائد شَدْوُ الطُّيُورِ
مِنْ تَحْتِ رَمَادِ البَوْحِ
يَسْتَيْقِظُ وَهِيجُ الأنِيــنِ
بَعْدَ سُبَـاتِ الدُّهُـورِ
و الشَّجَا المَسْفُوحُ
فَوْقَ رِمالِ الشَّوْقِ الكَسِيحِ
يُشْعِلُ جُذْوَةَ الحَنِيـــنِ..
وَيْكَأنّها تُوقَدُ مِنْ رَحِمِ الكِيانِ
طَفِقْتُ ألَمْلِمُ ما تَشَظَّى من نُجَيْمَاتِ أحْرُفِي
أرَانِي أجْمَعُ شَتَاتَ المَعَــانِي
لأعْبُرَ ظِلاَلَ الأمَـــانِي
أبْحَثُ عَنْ الطّبِيبِ الآسِي
لِوَطَنٍ على شَفِيرِ المَــآسِي..
تَئِنُّ فيه الرّوحُ
مِنْ وَجَعِ الآمالِ الكاذِبـة
تَطْوِينِي رِياحُ الآسَى
في ليْلِ الفَــاجِعَــــة
تَرْمِي بِي بَيْنَ فَكَّيْ خُلَّبِ السَّــرَابِ
و الوجع قَدْ غَــزَا أوصالي
و العُمْرُ يَمْضِي كَالسّحَــابِ..
تَشِفُّ مُهْجَتِي
في غَسَقِ الدُّجَى
على قَلَقٍ
تَجْتَــاحُنِي الرُّؤَى
تُبَعْثِرُ فِيَّ قَصَـائِدِي
أسْكُبُ مَــاءَ وَجْدِي
على صقيلِ صَحَــائِفِي
أنْثُرُ فَوْقَ بَياضِهَا بَذْرَ آمالي
فتَنْبَلِجُ كالصُّبْحِ أحْــــلاَمِي
و يَخْضَلُّ الوَجْدُ البِكْرُ
أمُدُّ بِمِــدَادِي جَنَاحَ الشَّوْقِ
ليُعَانِقَ الغَيْمَـــات
و يُصَــافِحَ النّجمـــات
أتَفَيّأُ ظِلاَلَ الرُّوحِ
في بَريقِ العيون الغـائمة
أرْسُمُ أجْمَلَ الأمْنِيّـــات
أحْفِرُ أعْذَبَ الأغْنِيــات
كَيْ يَتّسِعَ وَطَنِي ويَمْتَدّ
للعـــــاشقيــــن
و الثّـــــائريــــــن
على وَقْعِ صَهِيلِ القوافي
يُرَدِّدُون أغــانِيَ الحَـــيَــــاة..