الجمعة، 8 أبريل 2016

أَتوَهمُ أحياناً............ لـــــــ القدير / عادل قاسم...........صفوة الكُتَّاب العرب

انا المتكلمُ ابحثُ عن صُورتي في مدائنَ الخرابِ
بيدَ أني لم أزلْ يَتملكني الخرسُ والطرشُ
عندماتسلقْتُ جُدرانَ المَسجدِ القديم
في قريتِنا التي طَمَرَتْهاالحروبُ والثأراتُ
ولم يتبق سوى راسِ الهضبةِ الاصلع .الذي كانت تلتصقُ بحميميةٍ فيه القبورُ وتُحلقُ فوقَ تلالهِ التي تنزُ بالانين عُقْبانٌ مُترفةٌ تُغني لهذهِ الفسحة الجميلة الممتدة . في ظُلْمة الليلة الموحشة. انا لم أزلْ مُتْرَفا بكلِ هذا الارث .ادورُ بين بقايا الجدرانِ المتعفنةَ والمضمخةَ برائحةِ البارود والغبارْ. اتوهمُ الازقةَ التي الفتُها. ابوابها المشرعة اناسها الذين يجلسونَ تحتَ ظلِّ الجدران الطينية العابقة برائحةِ المِسْكِ والبخور يقصونَ بطولاتهم الخرافية اللذيذة .في الامسياتِ الناعسةَ يَتنفسونَ عَبْقَ الدُخانِ المعتقَ برائحةِ ارغفةِ السياح*
يتندرون بهوسٍ وبراءةٍ عن الافراحِ والليال الملاح في الاهوارِ التي كانت مرتعاً لعَيشِهم الرغيد .اتجولُ مُمْسكاً بعكازي الذي لم يعدْ كلما توغلتُ في القُربِ من بقايا المساءآتِ التي تآكلتْ سوى خيطِ دُخانٍ أكلَتهُ الحروبُ ولم يعدْ لصورتي من اثر في هذا الخراب الذي لم يعد صالحاً للوضوء
*-أرغفة تصنع من دقيق الرز في جنوب العراق