الأربعاء، 27 يناير 2016

شغفى الأول ............. لــــــــــ شهرزاد حمدى الايوبى...........صفوة الكُتَّاب العرب ·

كنت صغيرة جدا و كان البالية حبى الأول وشغفى الأول والاوحد بعمرى الصغير .. وحين طالبت أمى بأن ادرسه قالت .. انها لن تستطيع مواصلت ان توصلنى وتنتظرنى لترجعنى .. للبيت .. فخوفها عليا حرمنى من شغفى الأول .. وكان عليا ان أتخلى عنه ومع ذلك لم افقد حبى له وبرغم إننى لم ادرسه الا إننى مارسته بالبيت كرياضة يومية .. وتابعت برامجه .. وتحول شغفى بالتدريج الى الكتاب واصبح اصدق اصدقائى واكثرهم قربا لقلبى .. وحين مرت السنوات .. وأصبحت ام وجدت بابنتى هذا الشغف الأول لى .. ولكننى سوف أعيد من جديد خوف امى عليا .. ولكنه مختلف هذه المرة .. فلن يكون خوفا على ابنتى بقدر ماهو خوفا من الله .. حتى لا يسئلى ماذا صنعتى من ابنتك .. فلا أستطيع أن اجيب .. خوف أمى حول شغفى الأول لشئ مفيد .. علمنى حب الكتاب .. علمنى ان اعبر بالكلمات بالقلم وبالعبارات عما يدور بقلبى وعما يموج بعقلي .. وعما يعجز عنه احيانا اللسان امى حرمتنى شغفى الأول ولكننى لازالت احب أمى .. فقد صنعت منى ما انا عليه الآن .. وسوف أظل افخر بها واستشعر فضلها إلى الممات .. فهى صانعتى برغم انها لم تجيد غير الأمومة الخائفة على الفلذات .. شغفى الأول لم أفقد حبى له هو الآخر ولكن حبى للكتاب انسانى ما للحب الأول من صدمات .. اصنع من شغفك دافع حتى وإن فقدته .. فسوف تذكره بالخيرات لأنه صنع منك إنسانا جديد .. قادر على الوقوف برغم ما يمر به من ازمات ..