تغيبين ، تلتهبُ الحروف ، يُشَمِّرُ النزقُ الذي يهبُ الأسى عن ساعديهِ ،
تتوسَلُ الأزهارُ أن تأتي ولو لهُنَيهَةِ ، تتواشجُ الأمطار في دَفَقِ
انسكابكِ ، تسرحُ الأفكارُ ، يأتلق البنفسَجُ ، لحظةَ التوديع أقسى حينَ
يلهو القلب بالحزن المفاجئ ، مرةً أرختْ جدائلها النجوم ، لسحرِ صوتكِ ،
غَنَّتِ الكلمات لحناً دونَ موسيقى ، وعزفُ الناي أرقصَ للرياحِ نسائماً ،
مالت شواطئ نهرنا المحزون للنخلِ التياعاً ، فَرَّتِ الأطيارُ من أعشاشها
طرباً وما في الأرض غير لجاجَةٍ وصدى عويل ، ومرةً غمرَت بساتين الأسى
فيضاً من الأشجانِ ، سنبلةً تهاوت من من حنين ، متى الرجاء ، متى من غور
فقدكِ تنهضين؟