السبت، 26 مارس 2016

حديث الروح..........لـــــــ سليمان رضا شلتوت / المحامى...........صفوة الكُتَّاب العرب

** - ما أكثر هموم الدنيا وما أطولها ، لا نفيق من هم الا الى هم ، ولا نرتاح من مصيبة الا الى مثلها ، ولا زلنا نتأرجح فيها ما بين صحة ومرض ، فقر وغنى عز وذل فرح وحزن سعادة وشقاء ، شباب وشيب وافتقار وثروة ، أراد الله لهذة الدنيا ان تكون جامعة للضدين والنوعين والفريقين والرأيين ، ولا يصفو ايا منهم ابدا ، ، لا الزوجة الكاملة ، ولا الولد العاقل ، ولا المسكن الهادئ ، ولا الوظيفة المريحة ، ولا الصديق المخلص الوفى ، لا شيئ الا وفية ما يكدرة ويدعو الى التشاؤم و الحزن ، حلفت لنا ان لا تخون عهودنا ، فكأنها حلفت لنا أن لا تفى أرى الدنيا وان كانت تسر فأنها ، سحابة صبف عن قليل تنقشع فنفسى التى تبكى على الأشياء ذاهبة فكيف ابكى على شيئا اذا ذهبا ......
** - فالله ما أتعس الدنيا ، ان صحت من جانب ، فسدت من الجانب الأخر ، كنا فقراء اقبل علينا المال مرض الجسم ، وان صح الجسم حلت علينا المصائب وان صلح الحال واستقام الأمر حل الموت ، متى سنقول الأن استرحنا واستراحت ركابنا ، وهذة الدنيا لا تبقى على أحد ولا تدوم على حال ان كان حالها خيرا كأنة يوما ، وان كان حالها شرا كأنة شهرا ، وعلى ذاك ما يطيب العيش ، أف على الدنيا فأنها للحزن مخلوقة ، ألا موت يباع فأشترية فهذا العيش ما لى خيرا فية ، اذا رأيت قبرا من بعيد وددت لو انى مما يلية ......
**- ليس لنا الا الرضا والصبر رضيت بما قسم الله لى وفوضت أمرى الى خالقى ، كما أحسن الله فيما مضى كذلك يحسن فيما بقى ، و الصبر فهو مفتاح ما يرجى وكل خير بة يكون فصبرا جميل فبعد العسر تيسير وكل أمر ولة تدبير ، فما من مصيبة تدوم على حى وان هى عظمت ، فكم من كريم قد ابتلى بمصائب ، فصابرها حتى مضت وانتهت وكانت على الأيام نفسى عزيزة ، فلما رأت صبرى على الذل زلت ، فسبحان من استخرج الدعاء بالبلاء ، وسبحان من استخرج المنح من المحن ، فربما صحت الأجسام بالعلل فبعد التعب ستأتى الراحة ، وبعد الحزن سيأتى الفرح ، وبعد الجوع سيأتى الشبع ، وبعد السهر سيأتى النوم ، وبعد المرض ستأتى الصحة ، وكلما طال الليل فلا بد من طلوع النهار ، وكلما طالت الصحراء فوراءها الخضرة ، ومع الدمعة ستكون البسمة ، وهذة سنة الله تعالى فى خلقة ولن تجد لسنتة تبديلا فأن صح لكل محزون و مهموم ان يسخط على حياتة او يقتل نفسة ، خلت الدنيا من أهلها واستحال المقام فيها ، بل والوفود اليها ...... " وتلك الأيام نداولها بين الناس "