الأربعاء، 30 مارس 2016

لا تَسرقوا الشّمسَ........... لـــــــ ميثاق الحلفى ............صفوة الكُتَّاب العرب ·

مُذ خَلَّفَ أبي مسحاته* في قفا الأرض،وأستقطعَ مصروفنا اليومي ليشتريَ سِراجاً،كَبُرَ الرغيفُ وكَبُرَ قرصُ الشّمسِ.وأحببتُ معلمتي للرسمِ لانّها تُشبهها تماماً،وأقنعني بأنّها تقلني من مدينةٍ الى أخرىإذا عشقتها مثل عيون ماعِزنا الجبلي،علّمني أنْ اجمعَ اضراسي في صرتها* لتهبني ضرسَ الغزال،
أيتها الدافئةُ كجديلتي حبيبتي ،المدينةُ التي لا يموتُ فيها الحُلُم،والشراع الذي يُلَوّحُ للبحارِ القديم.
أُخاطبك ايُّها السارِقُ أنْ تُبعِدَ يَدكَ عن خصرهاالناعمِ،أتكئ بجوارِ مَداخنك النتنةِ،فنحنُ الفراشاتُ المُنتفضةُ على الحقول،قهقهات تعلو مع اول موالٍ للغبش،شقوق الطينِ وكفَنٌ طويل،نحنُ ذلك المحارُ الذي أدمَنَ سياطَ الامواجِ،القانعونَ بأسمالِنا أمامَ فنادقِ النمرود،مناديلنا البيضاء أنصعُ من بُقعِ زيتك… فجلّ ما أخشاه أنْ أستفيقَ ولا أجدك!

*المسحاة: ألة تستخدم لحرث الارض تُشبه المعول
*الصّرة: ما تُصر به الاشياء وهو عبارة عن قطعة من القماش توضع الحاجيات داخلها