الأحد، 27 مارس 2016

رسالة الى النقطة الهاربة..............لـــــ الشاعر : خمولي عبد الرزاق (نزار بسكرة ).....صفوة الكُتَّاب العرب

الى التي خاصمتها ليلة البارحة...وخاصمتني دلالا...وبراءة طفلة صغيرة لم تبلغ السادسة ...فبعد مدينة مدٍّ وجزرٍ داهمنا اللّيل ونمنّا ورحنّا نسافر حلما حدّ حدود التوقع والتخيل والخوف والريب والشك مما سينتج عن هذا الخصام من تبعات وربما فقد وبٌعد واحتمالات رحيل .
وفي صبيحة هذا اليوم كَتبتْ لي قبل أن تنشر ...
سأصمت ...فصوتي المختنق لا يسعه لا المكان ولا الزمان...وعطشي وظمئ لقتلك أيها الساكن وقار قصائدي...شرايين نبضي...وصلب تمردي... سيدكبريائي...عنفواني ...طفولتي التي افتقدتها من زمن ...
شوقي لقتلك داخلي وزرعك داخلي ...ونسجك قطعة اقوّي بها الفؤاد وكل الحشّى وامحوا كل ذكرى لها صلة بزمن الافتقاد اللعين...نعم شوقي لقتلك غايتي... هدفي أمنيتي ....
نعم شوقي لقتلك ولكل هذا لن ترويه أنهار الدنيا بكاملها....ولا مياه الأرض ...ولهذا سأصمت ...
وعندي يقين أن صمتي حكمة مسافرة في صدى الناي سفير الغياب والعتاب وغربة العمر وسراب التلاقي...ويبقى يقين قتلك قائما أيها النزاري القاتل كل صباح وكل مساء .
...............................

البحر لا يصمت وتسكنه الأمواج والأرض لاتصمت لأنها تنتج قوت العيال ...والريح لا تهدأ ولا تصمت لحكمة قدّرها الله ...واللّيل الذي في أصله ساكنا لايصمت أيضا لان الذي يزاحمه النهار وهناك مرضّى وصرعى وقتلى وحيارى شتات وحيارى نقاط هاربة من مفاصل السطر ...وخطوط العرض والطول ...وليس لها وطنا تستدّل به عند المغيب وإذا من جنّ ليلّ وادلهمت خطوب وتغير لون السماء وتكررت نظرية الانفجار الكبير والعظيم الذي يروي بداية تشكل الأرض ...فلكل ما ذكرتٌ أنينه وصراخه وهيامه يفسد عن اللّيل سكونه ووقاره ونومه ويبقى يعانى نوبة ارق بالرغم من انه ليل وانه مخلوق للسكنية وللموت الصغرى ....
هكذا تتحرك الأشياء... والأسماء... والحضور والغياب والعتاب...
وكل الأمكنة والأزمنة تتحرك أبديا ...
فكيف بسيدة حرف ونبض وشاعرة أن تصمت ....فلا يحق لك عرفا أن تصمتي لأنك سيدة الحرف والقصيد وهبة من سماء الذوق والاحتراق الجميل ...
وهناك في ارض الله جياع الحرف...
والكلمة والقصيد ....
فانفجري... وحولي هذا التباعد... وهذا الشتات ...
وهذا الجفاف لبحيرات ماء... وعشب ...وعطر ...
وطهر لتنموا المقادير حبلّى بألف تميز وتفرد ودلال ...
ويكون قتلك لي ممكنا ...
وممكنا...
ورحيما...وطاهرا وزكيا...
بقلمي من ديواني : رسائل الى النقطة الهاربة...
الاستاذ الشاعر:خمولي عبد الرزاق (نزار بسكرة)
سيدي عقبة...بسكرة
الجزائر الحبيبة