الاثنين، 21 مارس 2016

حكايتي مع أمي ......... لـــــــــ عبد العظيم كحيل.........صفوة الكُتَّاب العرب

أمي...
في صفحات تاريخي تتكلم
كنت في ما مضى
لا شيء عند أبي
يأكل طعامه مَنْبَته
تراب الأرض وماء السماء
كان يلهو و يلاعب
ويعانق بعشق أمي
ما كنت أملك أمري
مُسَير بأَمْرِ رَبِّي!
لي ذيل يجرني إلى مبتغاه
واني معدوم الرؤى
في سكني الملايين
يسبحون من حولي
بعون الله كنت بطلاً
فزتُ في السباقِِِِِ
والملايين باتوا ورائي
فزتُ بمشيئة الله
فوجدت من كان ينتظرني
سَكَن يحتضنني
من تراب الأرض
الى نطفة ثم علقة
تعلقتُ وتماسكتُ
فى رحم أمي
اعيش فى الظلام
بماء الرحمة
أنمو في الجسد
محمول السَكَني
تأكل و تُطعِمُني
تشرب وتسقيني
أنام في ليلها
و في الصبح تصحيني
شهور تسعة
من لحمها و دمها كبرتُ
و بصرخة ألم أمي
كانت صرختي...
صَرخَتْ جدتي
صبياً .. صبياً .. صبياً !
و البهجة و السرور
ابتهاج امي عند رؤيتي
للصبي فرحة
ترسمها الشفاه
تلمع لها العيون
تَسِّرها فتبتسم
فرحة من القلب
للزَمن لا تدري
سبعة من الصبية فخر لها
وبناتٌ ثلاث شقيقاتي
فى تُربَتها بُذِرنا
تسقينا من صدرها
الحب والحنان
وان بِلْتُ على نفسي
بطيب خاطر ترفع الأذى
و تقبلني...
يا ليتني أعود الى الوراء
طفلاً في حضنكِ
و أموت وأعطيكي عمري
الرب مَجَدكِ و أوصى
أمك، أمك، أمك...
ثم اباك و أبي فوق رأسي
و بعيوني...
الجنة من مفاتيحها
قدم الأمهات
يا ليتني...
بصمة فى اصبع قدم أمي
النساء امهات المؤمنين
امهاتنا علا شأنُها
ورفع مَقَامها العزيز ربي
والقول فوق ماقاله الله فيكِ
جنون و رياء
ونفاق و كذب
فهو خَيْر مَنْ أنصفكي
و السنين عَصَفتْ بنا فَمَرَتْ
في عجلة من أمرنا
كنت طفلاً في حَضَانَتِكِ
و اليوم طفلتي أراكي
ياليت أبي أنشغل عنكِ وغاب
معتذراً عن ليلتي أو نهاري
ولم يشتهيكي
العَدَم العَدَم أرْحمُ
لا حِسْ و لا ألمُ
يألم القلب و ينفطر
كلما جئت أراكي
جاء اليوم الموعود
ولن تعودي لأراكي
في جنة الفردوس الأعلى
أن شاء الله سُكناكِ
لربما برضاكِ افوز بلقياكِ