الاثنين، 28 مارس 2016

من القصص القرأنى.........لـــــــ سليمان رضا شلتوت / المحامى...........صفوة الكُتَّاب العرب

...................." بسم الله الرحمن الرحيم " ....................
وَراوَدَتهُ الَّتي هُوَ في بَيتِها عَن نَفسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبوابَ وَقالَت هَيتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبّي أَحسَنَ مَثوايَ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمونَ ﴿٢٣﴾ وَلَقَد هَمَّت بِهِ وَهَمَّ بِها لَولا أَن رَأى بُرهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السّوءَ وَالفَحشاءَ إِنَّهُ مِن عِبادِنَا المُخلَصينَ ﴿٢٤﴾
.................... " صدق الله العظيم " ....................
**- من الجدير بالذكر أن من مقاصد الشريعة الأسلامية تحقيق العفة فى الفرد والمجتمع , فيرتقى الفرد فى مجتمعة من عفة الأعراض الى عفة الجوارح بعفة الأموال والأقوال والأفعال فالشريعة الأسلامية تدعو دائما وابد الى المجتمع الذى تصان فية الحقوق : حقوق الله على عبادة ، وحقوق العباد فيما بينهم ، والعفة هى صيانة النفس من الحرام والمأثم ، ومطلب العفة يلزم كل الجوارح ، فأذا كانت ظروف الحياة الحالية لا تسمح لنا بالحياة السليمة فى ارواء فطرى للغريزة الجنسية بالمباح ، فأن علينا التمسك بالعفة ، فأنها دين سنحاسب علية بين يدى الرب عز وجل ، وقد مدح الله أهل العفاف فقال ( واللذين هم عن اللغو معرضون ) وأثنى جل جلالة على السيدة مريم عليها السلام فقال ( ومريم ابنة عمران التى أحسنت فرجها فنفخنا فية من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبة وكانت من القانتين ) .. وجاء فى الصحيحين ( كان من السبعة الذين يظلهم الله فى ظلة يوم لا ظل الا ظلة ... ورجل دعتة امراة ذات منصب وجمال ، فقال : انى أخاف الله ) ... والقرأن الكريم ذكر لنا نموذجا عاليا للعفاف تمثل فى سيدنا يوسف علية السلام .. فأخبرنا عن عشق امراة العزيز ليوسف وما روادتة وكادتة بة وهى فى صراع مع شهوتها التى أعمتها عن كل شيئ فى اندفاعها الهائج والكاسح ، فلا تحمل هم لأنوثتها ولا كبريائها أمام من تهوى ولا مركزها ومكانتها ومركزها الأجتماعى ولا الفضيحة العائلية بعد ان سيطر عليها سلطان شهوتها واصبح أقوى وأغلب لسلطان عقلها ... واخبرنا القرأن عن الحالة التى صار اليها يوسف علية السلام بصبرة وعفتة وتقواة ، بعد ان أثر لذتة وراحتة الأجلة الدائمة على العاجلة الذائلة ومما لا شك فية ان الله سبحانة وتعالى ركب فى طبع الرجل ميلة الى المرأة ، كما يميل العطشان الى الماء ، والجائع الى الطعام ، حتى ان كثير من الرجال يصبر على الطعام والشراب ، ولا يصبر عن النساء وهذا لا تثريب علية ان صادف حلالا ومن التأملات والوقفات فى قصة سيدنا يوسف ، انة كان شابا وشهوة الشاب أقوى ، انة كان عزبا ليس لة زوجة يطفئ نار شهوتة فيها ، ان المرأة هى التى طلبت منة وأرادت وروادت وبذلت الجهد ، بل كانت هى الراغبة الذليلة وهو العزيز المرغوب فية ، انة كان فى دارها وتحت سلطانها وقهرها ، بحيث يخاف ان لم يطاوعها ان تأذية ، فأجتمع داعى الرغبة والرهبة ، انة لا يخاف ان تذيع بالأمر وتنم عليى هى ولا أحد من جهتها ، فأنها هى الطالبة الراغبة ، وقد غلقت الأبواب وغيبت الرقباء ، ان المرأة ذات منصب وجمال وكل صفة من هؤلاء تدعوا الى ما تريدة هى من اشباع لشهوتها التى اجتاحتها ، انها غير ممتنعة ولا رافضة ، فأن الكثير من الرجال يزيل رغبتة فى المرأة امتناعها ، لما يجد فى نفسة من ذل الخضوع والسؤال والطلب ، ان كان فى بلاد غريبة لة ما يفعلة فى هذة البلاد ما لا يفعلة فى بلادة لأن لا أحد فى هذة البلاد الغريبة لا يعرفة ، انة كان فى الظاهر مملوكا لها فى الدار ، بحيث يدخل ويخرج ويحضر معها ، ولا أحد ينكر علية ذلك ، انها توعدتة بالسجن وهذا نوع من الأكراة والرهبة والتخويف ، ان الزوج لم يظهر من الغيرة والنخوة ما يفرق بة بينهما ويبعدكل منهما عن صاحبة ، بل كان غاية ما قابلها بة ان قال ليوسف ( أعرض عن هذا ) وللمرأة ( واستغفرى لذنبك انك كنت من الخاطئين ) .... ومع هذة الدواعى كلها والضمانات يرفض سيدنا يوسف الزنا ويختار السجن ( قال رب السجن أحب الى مما يدعوننى الية ).. وتمر الأيام ويبكى سيدنا يوسف عندما يقول لة الرجل انى احبك ، فيسألة الرجل لماذا تبكى وأنا اقول لك انى أحبك فيجيبة يوسف قائلا ، أحبنى أبى : فألقى بى أخوتى فى الجب ( البئر ) .. وأحبتنى امرأة العزيز : فألقت بى فى السجن .. وجزاة الله خيرا على ضيق السجن بأن مكنة فى الأرض ، ( ان فى قصصهم لعبرة لأولى الألباب ) وهذة سنة الله فى خلقة فمن ترك شيئا لله عوضة الله خيرا منة .
_____________________________
من القصص القرأنى
- وقفات مع قصة سيدنا يوسف علية السلام
- سليمان شلتوت
- المحامى
- زفتى - الغربية - مصر
- 28 - 3 - 2016