الاثنين، 21 مارس 2016

حَنينُ التُّرابْ........... لــــــــ الشاعر عارف أبو زينب القباني...........صفوة الكُتَّاب العرب

حملوا بعْضَ متاعِهم
وأولادهُمْ ؟
وتُرابْ ..
وفرُّوا مِنْ موتٍ إلى موتٍ
ومِنْ عِزٍّ ، إلى ذُلٍّ
ومِنْ فَرَحٍ ، إلى قهْرٍ
ومِنْ حُضْنٍ دافئٍ
إلى جحيمِ أغرابْ ..
يركضونَ والدموع تملأ جيوبهم
مِنْ بلدٍ إلى بلدٍ
ومِنْ بابٍ إلى بابْ ..
فلا الَّذينَ تأمركوا قبِلوهمْ
ولا الَّذينَ ادَّعَوا ؟
أنَّهمْ أعرابْ ..
يأيُّها المُهاجِرُ
وعيناكَ لا تزالُ هُنا ؟
غارقَةٌ بالدَّمِ
والدُّمُوعِ والعذابْ ..
أنا المُحاصرُ في بَحْرِ الخرابْ ،
وحَوْلي ترعىَ ضِباعٌ وذِئابْ ..
جاءوا إلى مَوْطني المُسالمْ
مَوْطني المزروع بِالمآذنِ
والأجراسِ والحمائمْ
مَوْطني أنا ؟
سلامُهُ أغضبَ كلَّ الأربابْ
فَجاءوهُ كيْداً ؟
وقطَّعُوهُ بالحِرابْ ..
أيُّها المُهاجِرُ ؟
أنا المُحاصَرُ بِالخوْفِ ،
والجوعِ ، والدُّموعْ
وحَوْلي أولادي ،
قدْ جَحَظتْ عُيونُهم وعيوننا
خوفَ الاغتصابْ ..
فوراءَ كُلِّ بابٍ ؟
مُدَّعي المَهديَّ المُنتظرْ
ومُسيْلمةَ الكذَّابْ ..
جاءوا مِنْ داخِل الصَّحراءْ
جاءوا مَعَ العقاربِ ، والأفاعي
وجحيم الرَّمضاءْ
جاءوا لنا أنبياءْ
جاءوا بالدِّماءْ
جاءوا وُحُوشَ غابْ ..
سلامٌ عليكَ أيُّها المُهاجِرُ
سلامٌ عليكَ مِنْ أمِّي الذَّبيحة المُمَدَّدة
مِنْ قلبها الذي مازالَ مُخْتزناً
شوقَ الأحبابْ ..
رحلتمْ وفي متاعكمْ تحمِلونَ تُرابْ
تسْتَدلُّونَ بِهِ علينا ؟
إذا إلْنا إلى رُكامٍ وخَرَابْ ..
سيَدلُّكمْ حنينُ الترابِ يا إخوتي ؟
على تُرابِ الأحبابْ ..