الاثنين، 21 مارس 2016

ترهقني القصيدة........لـــــ الشاعر : خمولي عبد الرزاق (نزار بسكرة ).....صفوة الكُتَّاب العرب

أكيد سيكتب الدارسون لعلم القصيد...
وعلم الجمال...
وعلم الحروف...ورسم البحار...
وكل الخطوط التي تشتهيها الشفاه...
بأنك أجمل أنثّى ..مزاجا...
وأفتن حُلمٍ ووهم ...
أثقف نص مرّ ببال القصيد...
وبال نزار...
وأنّك نوبة من زمان ...
وشك وريب ...
مثل التي تسبق سقوط الحضارات...
وتلاشي الممالك...
وموت الشعوب دون عزاء...
فقد صنفتك روما أرض غلال ...مخازن قمح...
وقوت العيال...
وبالرغم من كل هذا...
دخلتك أنت...
وأسست ملكا...
وشكلت جيشا...
وثقفت كل الأهالي...
وعلّمتهم كيف يحبّ ابن الفقير بنت الوزير من دون خوف...
ولقنّتهم حفظا فنون الكلام الجميل ...
وقلت لهم أنّني كنت مثلهم معدما...
طفلا صغيرا يتيما ...
يعيش على هامش القوت ويسكن حول ضفاف المدينة ...
وكنت أحب بنت الوزير...
وأشعر أنّني أقوى من المال حبا...
وتيها ...
ووجدا وأسفارا...ورحيلا مع الليل ...
في مواسم القحط والجدب...
والخوف ...
وكان الحب يؤنسني...
فقد تكتب المفردات أنّها قللّت بُعد المسافة...
فرضت عنك هواها كما تعلمين...
دخلت إلى مقلتيك من دون إذنٍ...
ومن دون قيدٍ...
وشرطٍ....
وتعلم علم يقين...
بأنّ لحاظك حقل من المغناطيس القوي...
المقاوم جدا...
وأنّ يديك سياج مكهرب ومحصّن بسحر القدامى...
وبالرغم منك...
ومن كل هذا...وهذا ...
كان هناك سؤال وحيدٌ...
وحيدٌ مرّ ببال القصيد...
فأجيبي لماذا أسافر وحدي...؟
في جنح الظلام خائفا ...متوجسا...
مثلما سافر موسى عليه السلام...
ومثلما سافر المرسلون جميعا...
أجيبي لماذا يسافر قبلي الحمام...؟
وبعدي الحمام...
ويهجر أوكاره...
فلماذا يسافر من دون قصد...؟
ومن دون صوب...
ومن دون هدهد الأنبياء...
كان الحمام يسافر جمعا...
سرب حمام ...يتلوه سرب حمام...
وكنت أسافر وحدي من دون قصد...
أفي قمة الوجد كنّا التقينا...
تبادلنا أرقام هواتفنا الخلوية...
وعند المساء ...
كان رنينا...وكان حنينا ...
وكانت قصيدة شعر...
أجيبي بربك أنت...
لماذا قبلت الأوامر منك...
ولماذا قبلت النواهي منك...؟
ومذ كنت طفلا أكره كل الأوامر...
ولا أقبل إلا أوامر أمي...
أمي التي علّمتني كيف أحب القصيدة...
وكيف أحب الخيال...
وكانت تعدّ قهوتي في الصباح...
بكلّ حنو ...وكلّ دلال...
وحين يتعبني الشعر...
وترهقني القصيدة...كنت أنام وفي الحضن بعض قصائد...
كانت تغطيني بملاءة عشقها...
ثم تقبلني من جبهتي...
وتسحب مني القصائد سحبا...
تخبئها في الرمال...
كانت تخاف عليّ...
فأمي التي أنجبتني...أرضعتني حليبها ..
ندمت أن علمتني الشعر...
فلماذا قبلت الأوامر منك ...
بالرغم انك لست بأمي...؟.
أهو العشق !...
أهو الحب... !
أهو الموت... !
أهو العمر سينتهي في الأربعين... !
وأهجرُ الشعر...
وأوقفُ هذا النزيف...
وهذا الدُوار...
وهذا الرحيل بالحرف حدّ الصحاري...
وهذا التقصي ...
وهذا الجنون...
ولكنني كيف أموت...وأهجرّ شعري...
وأنت قصيد القصيد...
فكيف... و كيف ...
وكيف أنحر شيطان شعري...
فشيطان شعري سراب...
وهل في الدنيا من يستطيع مسك السراب... !
وشيطان شعري هباب ...
نسيم جميل ملوث بالعشق...
فهل تستطيعين مسك الهباب...؟
ومسك النسيم...
فرضا أننّي قد هجرت الشعر...
وصرت لأجلك حيا...
فكيف أؤرّخ لقربك مني ...
وبعدك عني...
وشكي وعنفي ...
وهجري وليلي بقية عمري...
فحبك أنت أغلى وميض أحافظ عليه...
وكل مالا يؤرّخ يُنسى ...
ويمحى بفعل الزمان ...
وفعل الثلوج ...
وفعل العواصف ...
فهل وصل العشق إليك هذا الصباح...
أو هذا المساء...
عفوا ...
كان قصدي هل وصل إلى المنتهى.
بقلم الاستاذ الشاعر:خمولي عبد الرزاق(نزار بسكرة)
سيدي عقبة...بسكرة
الجزائر بلدي الحبيب
من ديواني :رقص تحت زخات المطر.